فجأة أصبحت أعاني من الهلع والدوار وسرعة نبض القلب، فما هي علتي؟

0 110

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أود أن أوجه الشكر إلى جميع القائمين على هذا الموقع الإنساني والمبارك، وأسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم وصراحة ما لفت انتباهي قبولكم وردكم الحسن على رسائل الإخوة، مما شجعني على مراسلتكم، فجزاكم الله أحسن الجزاء.

أنا شاب عمري 22 سنة، قصتي طويلة مع المرض، لا أدري من أين أبدأ! قبل خمس سنوات كنت طالبا في المرحلة الإعدادية، وقتها كنت فتى متدينا ومجتهدا في دراستي، ولكن سرعان ما تغير كل شيء، فذات ليلة شعرت بدوار ودوخة شديدة، ورأيت كأن الدنيا تحركت أمامي وتمايلت يمنة ويسرة، وبعدها بثوان قليلة أحسست بضيق شديد، وشعرت أنها سكرة الموت، فركضت مسرعا إلى أهلي، فصرت أبكي من الهلع الذي حدث معي، وساعتها بدأت قصة المرض، فكانت الأعراض التي تحدث لي آنذاك:

1- دوخة ودوار وتعب شديد.
2- تسارع في نبض القلب، وألم حاد في الصدر، وعسر في الهضم.
3- غشاوة وضبابية في الرؤية مع حساسية من الضوء.
4- ضعف في سائر عضلات الجسم.
5- ارتفاع في ضغط الدم حيث كان يصل إلى 150/90.
6- اضطرابات في النوم وكوابيس وشلل في النوم، وغيرها.

زرت أطباء كثر من مختلف التخصصات، وجميعهم أكدوا لي بأني سليم، ولا أعاني من أي مرض، طبعا بعدما أجريت الفحوصات اللازمة، وأهمها كانت عمل تخطيط للقلب، وفحوصات عامة في الدم، ورنين، وطبق محوري للدماغ، وصور إشعاعية للصدر والرقبة، وفحوصات للعين والأذن، وكلها كانت سليمة.

الحمد لله خفت بعض هذه الأعراض مع مرور الزمن، وسأبين لكم ما أعاني منه الآن:

1- دوار ودوخة وعدم اتزان، وخصوصا عند الاستيقاظ في الصباح، وأحيانا أشعر بترنح عند المشي.
2- ألم شديد في الرأس والرقبة خصوصا، وأشعر بالدوار عندما أقوم بضغط خفيف عليها، وينتابني شعور بأن الدم بدأ ينقطع عن رأسي.
3- أخاف من الصعود في المصاعد؛ لأني أفقد توازني بعد النزول منها، كما أشعر بالدوار أيضا عند النزول من السيارات.
4- نوبات من الجوع الشديد مع رعشة في الجسم مع دوار طبعا.
4- حساسية من الضوء في بعض الأحيان.
5- غازات في البطن.

وأحب أن أشير إلى أنه تأتيني ساعات لا أعاني من شيء مما سبق -سليم مئة بالمئة- وهذه الأعراض جعلتني أنقطع عن المسجد والذهاب إليه، كما أني لم أصم رمضان منذ أربع سنوات، وكلي حسرة على هذه الأعمال الفضيلة، ولكني لا أستطيع، فكم اشتقت لبيت الله، وصلاة الجماعة، ولكني أخاف وأشعر بدوار وتصلب في الرقبة عندما أدخل المسجد.

فأرجو أن تساعدوني وتدلوني على الحل، لأني بالفعل تعبت، ولم أعد قادرا على فعل شيء، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حصلت معك نوبة هلع واضحة، وبعدها صرت تعاني من قلق وتوتر، كل هذه الأعراض التي سردتها -يا أخي الكريم- بدقة وتفصيل شديد وأجدت في ذلك، ولم تكن اللغة عائقا على الإطلاق، كلها أعراض قلق وتوتر واضحة -يا أخي الكريم- وبدأت كما ذكرت بنوبة الهلع، ونوبة الهلع قد تكون هي من أعراض القلق والتوتر، وقد تكون اضطرابا نفسيا في حد ذاته يسمى اضطراب الهلع إذا تكررت النوبات، ولكن الآن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض قلق واضحة وبعض أعراض الرهاب، وكلها طبعا تندرج في إطار أعراض القلق.

ما حصل معك أثر على حياتك، وأثر على صلاتك، وأثر على أداء واجباتك الدينية الأخرى، وهذا يتطلب العلاج، تحتاج إلى علاج دوائي، ولعله من أفضل الأدوية التي تعالج نوبات الهلع والقلق هو دواء استالبرام أو السبرالكس إذا كان موجود في كردستان، اسمه العلمي استالبرام ويأتي في شكل حبوب تركيزها 10 مليجرام ابدأ بـ نص الجرعة أي 5 مليجرام لمدة أسبوع بعد الأكل بعد الإفطار، ثم بعد أسبوع تناول حبة كاملة 10 مليجرام، وتحتاج لفترة 6 أسابيع إلى شهرين حتى يبدأ العلاج في مفعوله وتختفي معظم هذه الأعراض إن لم يكن كلها.

إذا كان الاختفاء جزئيا؛ فعليك أن تزيد الجرعة إلى 15 مليجرام، ثم بعد أسبوعين آخرين إلى 20 مليجرام، وتستمر على هذه الجرعة حتى تختفي الأعراض تماما، ويجب أن تستمر فيها لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك -يا أخي الكريم- تتوقف عنها بالتدرج، بأن تخفض ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف نهائيا من العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات