كيف أتوب من استهزائي بمن يدعو لي بالخير؟

0 40

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ذات مرة قلت باستهزاء: أن هناك أشخاصا يدعون لي، لكن لا أرى استجابة لدعواتهم، وهم لا يعلمون أني استهزأت بهم، والآن أدعو الله كثيرا، وأخاف أن الله لا يستجيب لي بسبب استهزائي، فما طريقة التوبة؟ ماذا أقول كي يعفو الله عني ويستجيب لي؟

هناك أمر يشغل بالي كثيرا، وأخاف أن أضيع وقتي بانتظار حدوثه ولا يحدث، فأدعو الله إن لم يكن لي أن يصرفني عنه، ما رأيكم بهذا الدعاء؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي الفاضلة – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلا الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد ويلهمك الصبر والحكمة والهدى والصواب والرشاد، ويرزقك الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.

إذا علمت من نفسك قصد الاستهزاء بمن دعا لك: فالواجب عليك الاستغفار والتوبة، وذلك بالندم على ما كان، والعزم على الترك والإقلاع عنه، والحرص على حسن المعاملة مع من قصدت الاستهزاء به، ومن الطيب الجميل الدعاء والاستغفار له، وذكره بخير في المجالس، من دون إخباره باستهزائك به.

كما ومن المهم تعميق حسن الظن بالله تعالى، والتيقن بفضل الدعاء، وكونه هو العبادة بل من أعظم العبادات التي ترسخ في المسلم استشعار عظمة الله تعالى وفضله ورحمته والافتقار إليه، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).

ومن المهم أيضا معرفة أن الدعاء قد يكون إلى ثلاثة أحوال: (فإما أن يعجل الله دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها)، كما دل عليه الحديث الوارد في الصحيحين.

أوصيك بتقوى الله والإكثار من الدعاء، وعدم الاستعجال في الإجابة بما صح في الحديث: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء).

تحري – حفظك الله – مواطن الإجابة: منها جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وفي حال السجود، وتحري آداب الدعاء، والابتعاد عن المعاصي والشبهات.

ومن الأدعية المستجابة دعوة نبي الله يونس عليه السلام (ذي النون)، إذ قال وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له) وصححه الألباني.

وقولي كما قال بعض السلف: (لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء)، وأحسني الظن بالله تعالى، واعلمي أن كل شيء مرتبط بمشيئته سبحانه، ومشيئته مرتبطة بكمال علمه وحكمته (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما)، فالخير فيما يختاره سبحانه (فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وأما فيما يتعلق بالأمر الذي يشغل بالك: فعليك بصلاة ودعاء الاستخارة لله تعالى، والاستشارة لأهل الأمانة والثقة والمعرفة، فما ندم من استشار، ولا خاب من استخار.

أسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويشرح للخير صدرك، وييسر له أمرك، والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات