السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر23 سنة، منذ فترة كنت متضايقة وأبكي، فجأة أحسست بنبضات قلب سريعة، وكأن قلبي سيخرج من صدري.
ظللت مستمرة يوما ونصف، مع ألم وحرارة في الذراع اليسرى، وضيق تنفس ووخزات صدرية.
ذهبت للطوارئ وعملت تخطيطا للقلب مرتين، وكان سليما، رغم أني أعاني من نوبات الهلع والاضطراب الوجداني.
عندي فقر دم، وسابقا أصبت بالتهاب معدة، وعندي ربو، وأشعر بالنبضات القوية عند النوم، وعمل أي مجهود ولو كان صغيرا، أنا خائفة من أن يكون عندي مشكلة بالقلب لا قدر الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shoah Ali Saleh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن نوبة الهلع – وبالذات عندما تكون أعراضها أعراض زيادة في ضربات القلب، وآلام في الصدر – يحسبها الشخص دائما أنها ذبحة صدرية، أو مرض في القلب؛ لأنها تأتي فجأة، ويصاحبها خوف وذعر، وتصاحبها – كما ذكرت – ضربات شديدة في القلب وآلام.
هذه هي طبيعة نوبة الهلع، ومن طبيعة نوبة الهلع – وهي من اضطرابات القلق – أن يخاف الشخص، ويستمر الخوف عدة أيام بعد النوبة، ودائما ما يكون خوفا من أمراض القلب، من أن تحدث له نوبة أخرى، أو يكون عنده مرض في القلب، وهذه من العلامات الرئيسية لنوبة الهلع أختي الكريمة.
قد ذكرت أنت بنفسك أنك تعانين أيضا من اضطراب وجداني، والاضطراب الوجداني طبعا إما أن يأتي في نوبة اكتئاب، أو يأتي في نوبة هوس، ودائما نوبة الاكتئاب قد تكون مصحوبة أيضا بأعراض قلق وتوتر.
إذا – أختي الكريمة – كل المؤشرات تدل على أنك تعانين من اضطراب الهلع وقلق وتوتر، والخوف من أن تكوني مصابة بمرض في القلب ما هو إلا عرض من أعراض القلق نفسه، فعلاجه هو علاج نوبات الهلع وعلاج القلق.
أختي الكريمة: يجب أن تراجعي مع طبيب نفسي، وليس طبيبا باطنيا، لأنك كلما أجريت فحوصات وجدتها سليمة فإن هذا يدعم الخوف من أمراض القلب ولا يعالجها، العلاج عند طبيب مختص – أختي الكريمة – وإما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، أو الاثنين معا.
وفقك الله وسدد خطاك.