أعاني من حساسية وحكة جلدية بحيث تظهر بقع حمراء

0 87

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة غير متزوجة، أعاني من حساسية الارتيكاريا كما شخصتها لي الطبيبة، وهي بقع حمراء متباعدة وصغيرة، تظهر لي في الجسد، وحكة بهذه البقع، وبمرور نصف ساعة مثلا تكبر البقع الصغيرة، وتتحد لتصبح بقعة واحدة!

بالمناسبة الحساسية تكون في أقوى حالاتها عندما أستيقظ من النوم، أول ما أستيقظ تظهر لي بقع وحكة، وبالطبع جربت منذ سنوات أدوية كثيرة جدا، ومراهم للحساسية، معظم ما سيخطر على بالك أخذته.

كما أخذت (كورتيزون حقن أفيل)، و (سولي كورتيف)، ولا فائدة من كل هذا العلاج، فهي فقط مهدئات وليست علاجا، ومشكلتي الآن هي أني كلما أخذت مسكنا للدورة، تورم عيناي وشفتاي ووجهي، فجربت بروفين، كيتوفان، فام، كاتافاست، وهذه المسكنات سببت لي تورما بالوجه كله، مما يتسبب بذهابي على الحال للمستشفى للإسعافات.

في الحقيقة تعبت من تجريب المسكنات، وفي النهاية تسبب لي تورما، لذلك أريد منكم نوع مسكن لا يسبب لي أي حساسية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ domy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعلم وأقدر معاناتك، ولكن لا بد أن تعلمي طبيعة المشكلة التي تعانين منها حتى تستطيعي التعامل معها بشكل جيد، وأن تستخدمي العلاج المفيد بشكل آمن وفعال ومنتظم، ولفترات طويلة، لأن مشكلة الارتيكاريا التي تعانين منها من خلال الوصف هي من النوع المزمن، والذي يلازم المريض فترات طويلة.

في الغالب لا يكون هناك سبب لها، ويجب اختيار العلاج المناسب الذي يسيطر على الأعراض المذكورة بشكل حقيقي، ثم تستمرين عليه لفترة مناسبة، والكثير من الأمراض في كافة التخصصات لا يوجد سبب حقيقي لها يمكن تجنبه أو علاجه جذريا، وإنما يكون العلاج للسيطرة على الأعراض، ومنع المضاعفات، ومن الممكن في أحوال كثيرة أن تختفي مشكلة الارتيكاريا بعد فترة، وتفاءلي خيرا، إن شاء الله.

مرض الأرتيكاريا أو الشرى في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، كما ذكرت.

في الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الأول: الحاد، والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة: مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي، أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

النوع الثاني: المزمن، يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية (الهستامين) في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا، وأتصور أن هذا هو النوع الذي تعانين منه.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد نحو خمس دقائق من التعرض للمسبب وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي! ومن الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الارتيكاريا في آن واحد، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا بصفة عامة يكون بوصف بعض مضادات الهستامين H1 من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرض.

من الممكن أن يغير الطبيب المعالج أنواع مضادات الهستامين المستخدمة حسب الاستجابة للسيطرة على الحالة، وقد يصف الطبيب علاجات أخرى من بعض الفئات الأخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرتيكاريا عند اللزوم، ولكن بعد استخدام الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح المتعارف عليه علميا.

لا يستخدم الكورتيزون في علاج الأرتيكاريا إلا في أضيق الحدود، ولفترات قصيرة في الحالات الشديدة فقط؛ ويجب زيارة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم لوضع الخطة العلاجية المناسبة.

من المعروف أن المسكنات قد تسبب الارتيكاريا في بعض الأحوال أو تزيد من نشاطها وشدتها، ولا يمكن التنبؤ بنوع من تلك المسكنات لا يسبب إثارة ونشاطا للارتيكاريا، ولكن السيطرة الجيدة على المشكلة حتى تختفي الأعراض تماما، وقد يساعد، ويمكن تجربة فئات مختلفة من المسكنات تحت إشراف الطبيب، ومع أخذ الاحتياطات اللازمة.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات