السلام عليكم.

شاب، وعمري 26 سنة، لجئت لكم من بعد الله لثقتي باستشارتكم، ولدي مشكلة وأرجوا إفادتي بكل شفافية، ظهرت لدي أعراض منذ سنة ونصف، وهو شعور بنبضات قلب غير طبيعية وتتمثل بالشكل الآتي: تأتي متقطعة أو أشعر بتوقف قلبي لثانية ويعود بنبضة قوية، هذا الشعور كان خفيفا جدا في بداية الأمر، فلم أعره أي اهتمام، ولكن بعد فترة زادت الحالة، وأصبحت أشعر به كثيرا حيث تأتيني بالدقيقة كثيرا قد تصل إلى 6 نبضات غير طبيعية، فبعدت عن المنبهات القهوة والنسكافية، ولكن الحالة كما هي، قمت بفحص الدم وكان (15.6) ووظائف الكبد ممتازة، والغدة الدرقية ارتفاع بسيط (4.16).

ذهبت لعدة أطباء، وقالو لي: إن قلبك سليم، وذهبت لطبيب أخصائي وقال: قلبك سليم، ويوجد ارتخاء بسيط جدا في لصمام الميترالي، ووصف لي (كونكور 2.5) ولكن سبب لي بطء في نبضات القلب، وقال لي: توقف عن تناوله، ولم يصرف لي دواء آخر.

الحالة بدأت تقلقني جدا، وأخاف كثيرا، وكل وقتي يذهب سدا في التفكير بهذا الأمر.

ملاحظة: أتناول النارجيلة، ويوجد لدي ارتداد في المريء متكرر، ولم يستجب للعلاج.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبضات القلب المفاجئة أو غير الطبيعية التي يشعر بها الإنسان هي نبضات تخرج من مكان في القلب غير المكان الأساسي والمسمى SAN أو sinoatrial node الذي تخرج منه نبضات القلب الطبيعية، وهو موجود في الأذين الأيمن، وهي الغرفة التي تستقبل الدم من أعلى الجسم وأسفله لكي تسلمه إلى البطين الأيمن الذي بدوره يضخه إلى الرئتين.

وتسمى هذه الحالة ب (Extrasystoles)، أو النبضات التي خرجت من مكان غير (SAN)، ومن المعروف أن تلك النبضات المفاجئة لها أسباب ولها علاقة بالقلب، وأسباب أخرى ليس لها علاقة بالقلب مثل: الإجهاد العضلي والبدني، والتعود على تناول المزيد من المياه الغازية (caffeinated beverages)، أو تناول القهوة والشاي بكثرة، أو الإجهاد العاطفي، أو النشاط الزائد لوظائف الغدة الدرقية، أو حالة الخوف المرضي، أو الفوبيا من بعض الأمراض، أو مرض القلق والتوتر المعروف ب (Anxiety)بالإضافة إلى التدخين خصوصا، وأن تدخين النارجيلة يحتوي على غاز أول أكسيد الكربون السام أكثر من التدخين العادي، كما أنه يحتوي على كمية من التبغ تعادل ما يقرب من 40 سيجارة في المرة الواحدة.

وعلاج الأسباب الغير مرتبطة بالقلب يشمل الراحة البدنية والذهنية، والتوقف عن تناول الكثير من القهوة والشاي، والتوقف عن تدخين النارجيلة (الشيشة)؛ لأن ضررها بالغ على الأوعية الدموية وعلى شرايين القلب، مع ضرورة النوم ليلا مدة لا تقل عن 7 ساعات، والقيلولة عصرا مدة تصل إلى ساعة كاملة، مع ضرورة ممارسة الرياضة خصوصا المشي، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان.

أما الأسباب المتعلقة بالقب فتحتاج إلى المتابعة مع استشاري قلب لعمل تخطيط قلب مع الجهد، حيث أن المجهود قد يؤدي إلى ظهور النبضات الزائدة أو المفاجئة، ويحتاج إلى حمل جهاز هولتر لمدة 24 ساعة (ambulatory monitoring) وهو جهاز يقيس ضغط الدم، ويقيس النبض وكهرباء القلب، وبالتالي يمكن تحديد مصدر هذه النبضات وهل هي قادمة من البطن أم من أعلى البطين؟ مع ضرورة عمل إيكو على القلب لمعرفة حالة القلب بكل دقة، وعموما أغلب الظن أن الأمر مرتبط بتدخين النارجيلة، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت الموضوع يمكنك العودة لها والاستفادة منها.

وأغلب الظن أن ارتداد المريء يرجع إلى التدخين، ولكن لا مانع من عمل منظار للمعدة لمعرفة هل هناك فتق في الحجاب الحاجز من عدمه، ويمكنك تجربة جعل رأس السرير أعلى من قدمه حتى لا تصعد إفرازات المعدة إلى الحلق، ويتم عمل ذلك بوضع مثلث خشبي بزاوية 30 درجة على الأفقي أسفل المرتبة، مع تناول قرص نكسيوم 20 مج مرة واحدة على الريق صباحا لحين التوقف عن النارجيلة.

وفقك الله لما فيه الخير.