السؤال
السلام عليكم.
أشكر القائمين على الموقع على جهودهم المبذولة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
كنت أريد حلا لمشكلتي، أولا بيتنا ليس به راحة ولا هدوء ولا طمأنينة، فنحن على أبسط الأشياء نفتعل المشكلات ونتخاصم ونكره بعضنا.
وأنا أيضا عندما أصلي وأنتهي من صلاتي وأرى أني لم أخشع فيها بتاتا ولم يحضر قلبي بها أغضب من نفسي جدا، ويأتيني إحساس بأن أترك العبادات، وأفكر وأقول (أنا حتى لا أبر بأمي، فأنا اجعلها تغضب وتحزن).
وأيضا مشكلتي مع أبي، فأبي لديه عادة منذ زمن أنه عندما يشتري متطلبات المنزل فإنه يشتري بكثرة، وبعد أسبوع نحن نرمي أغلب ما اشتراه؛ لأنها انتهت صلاحيتها، وعندما نخبره بذلك يقول هذا إهمال منكم، ويعود لعادته، فأنا لا أشعر براحة ولا سعادة في بيتنا، ولا أشعر بالأجواء الروحانية عند أداء العبادات، وعندما أرى أني أصلي الضحى والقيام وأدعو وأقرأ القرآن، وأستغفر وأرى الآخرين لا يفعلون ذلك ويومهم عادي على الصلاة المفروضة، ومن الجوال إلى التلفاز إلى اليوتيوب ولكنهم سعداء، وأنا أشعر بشقاء في حياتي! فكرت مرة أن أقرأ سورة البقرة لشهر وكانت نيتي أن أسعد، ولم يحدث شيء! وأدعو الله دائما ولكن أشعر أني محجوبة عن الله بمعصية عملتها، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشكوى من وجود عدم الطمأنينة والراحة والهدوء في البيت سببها غالبا يرجع إلى طبيعة الساكنين فيه ومدى استقامتهم على الطاعة وبعدهم عن المعاصي والمنكرات، فإن البيوت العامرة بالطاعة والاستقامة تقل فيها المشكلات، ويشعر أهلها بالسعادة والاطمئنان، والعكس صحيح.
لذا ننصحكم جميعا بإعادة النظر في واقعكم وتغييره للأفضل من خلال المحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي والمنكرات حتى تشعروا بالسكن والراحة.
كما ننصحكم بإعادة النظر في تعاملكم مع بعضكم، والحرص على التزام الآداب الإسلامية في ذلك، فيحترم الكبير ويعطف على الصغير ويبر الوالدين.
ولا بد من العناية بتدبير شؤون البيت من والدتكم وتعاونكم معها، وعدم الإثقال على والدكم في النفقة، ونصحة بهدوء أن لا يشتري إلا بقدر، وإن بقي شيء يتصدق به قبل فساده.
وبخصوص ما تعانينه من عدم خشوع في العبادات فهذا راجع إلى ضعف الإيمان أو عدم أدائها بإخلاص أو قلة الفقه في أحكامها، فعليك أن تستشعري عظمة الله سبحانه عند الوقوف بين يديه، وأن تستحضري الأجر والثواب لتلك العبادة أثناء أدائها حتى تتقنيها، كما عليك أن تتفقهي في أحكامها وتستعدي لأدائها بكل مشاعرك.
كما أن المعاصي لها آثار على القلب وطمس نور الإيمان منه، فانظري في ذنوبك وتقصيرك مع الله، واصدقي في التوبة والعودة إليه، واصبري على تدريب النفس على الخشوع في العبادات، وسوف تتحسن حالتك بالتدريج -بإذن الله-.
وننصحك بالتعرف على رفقة صالحة من الأخوات ويكون معكن برنامج إيماني يومي من ذكر وقراءة قرآن، وصوم، وصلاة، وصدقة ونحوها، ويمكن ذلك من خلال الاشتراك في برنامج مركز إسلامي قريب منكم، فإن النفس تنشط في الطاعات مع المجموعة.
ولا تقارني نفسك بغيرك، وما يدريك أن من ذكرت ليس لديهم مشاكل في نفوسهم ولم يطلعوك عليها.
وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله وعدم استعجال الإجابة، بل أحسني الظن بالله، واعتمدي عليه وكلك رجاء في كرمه وفضله ورحمته، ولا تقنطي ولا تيأسي، فالله جواد كريم رحيم بعباده يفرح بتوبتهم، بل أكثري من الطاعات وكلك أمل وتفاؤل في فضل الله ورحمته.
وأتوقع أن يتحسن حالك قريبا إذا أخذت هذه النصائح بإخلاص، وفقك الله لما يحب ويرضى.