السؤال
السلام عليكم
هناك أمر يحيرني وأريد جوابا.
أحببت شابا حبا في الله، لا يعرفني ولا نتكلم ولا يوجد بيننا شيء من هذا القبيل، وقد أحببته وأدعو الله أن يكون زوجا صالحا لي، ومرة من المرات شاهدت مقطعا عن صلاة الاستخارة فقررت أن أصلي الاستخارة، وأستخير بأن أكمل في دعائي أم أتوقف، فهل يجوز الاستخاره في الدعاء، أم أن هذا عدم ثقة بالله؟ وكيف أعرف بنتائج الاستخارة؟ فأنا استخرت مرتين، المرة الأولى أحسست أني من الأفضل أن أنساه وأوقف الدعاء، ولكن بعد مدة أصبحت أفكر فيه، فقمت بالاستخارة مرة أخرى، وشعرت بأنني أكمل الدعاء، ولكن بعد فترة قلت: يجب أن أنساه وأهتم بحياتي، ولكنني أعود للتفكير به، فما رأيكم؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت به؛ فاعلمي -بارك الله فيك- أن الشيطان يخادع دائما ابن ادم بأساليبه الخداعة التي تزين ما لا يقدر عليه ولا هو متاح لديه.
ومن ذلك ما حدث معك، فالشاب لم يتقدم جديا، بل لم يظهر منه أو عنه بوادر تقدم، فيأتي الشيطان ليحسن لك هذا الأمر حتى يستدرجك من التفكير فيه إلى الوهم بالحب إلى عدم تصور الحياة بدون هذا الشاب، ثم المصيبة الأخيرة أن يومهك بأن زواجه من غيرك انتهاء لحياتك، وهنا يسهل عليه أن يقنعك أن تفرطي في كل شيء، أو تبيعي كل شيء لشراء حبه، فإذا فعلت أو تنازلت فقد خسرت تدينك وخسرت ذاتك، وخسرت أهلك، ولم تربحي الشاب.
هذه مصيبة تقع فيها بعض بناتنا للأسف الشديد، وإننا نصحك أختنا أن تغلقي هذا الملف بالكلية، وأن تعلمي أن قدر الله غالب، وأن من قدره الله لك زوجا سيأتيك في الوقت المحدد وأنت عزيزة كريمة مصانة الجانب.
حتى تتغلبي على نسيانه لا بد من أمرين:
1- كثرة الاحتماء بالله -عز وجل- بالصلاة، مع شغل أوقاتك إما بالعلم أو الذكر أو العمل في البيت، المهم ألا تتركي لك وقتا للفراغ.
2- مصادقة من هم أكبر منك سنا وأكثر منك تجربة، على أن يكونوا مصدر أمان، ولن تجدي في هذه الحياة مصدر أمان أفضل من والدتك.
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك. والله الموفق.