متردد في تطليق زوجته التي لا تنجب وتريد الطلاق

0 499

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله عظيم الأجر على جهودكم الطيبة، أحببت أن أستشيركم حتى أجد نصيحتكم التي دائما ما تفيدني، فلكم الشكر الجزيل.
ولد عمتي تزوج منذ ست سنوات، ولكن زوجته غير قادرة على الإنجاب وذلك بشهادة أطباء كثر، والآن بعد كل هذا الصبر أصبحت زوجته تصر على الطلاق، وزوجها أصبح مقتنعا بما تريده؛ لأن حلمه الوحيد هو الحصول على الذرية الطيبة.

ولكن مشكلته أنه لا يستطيع تطليقها، والسبب الأول هو الخوف من تفريق شمل العائلتين؛ إذ أن زوجته هي ابنة عمه الذي يعتبره والده، وبتطليقها سيسود الخصام بين عائلته وعائلتها، والسبب الثاني هو خوفه من عدم موافقة خاله في تزويجه ابنته التي يرغب الزواج بها، إذ ربما يفكر خاله بأنه بتطليقها لم يحترم زوجته وأخلاقها الطيبة، والسبب الثالث هو كرهه لكلام الناس الذي لا يرحم والذين يطلقون كلاما لا معنى له من غير أن يعرفوا سبب تطليقه لزوجته، إضافة لهذا لا أحد من عائلته يسانده في معاناته إلا أخاه الذي يكبره والذي يفهم حقيقة ما يعانيه، وقد حدثه بمشكلته وتفاهم أخوه معه وقال له عندما تكون مستعدا أخبرني حتى أساعدك، ولكن ابن عمتي تحاصره المخاوف ولا يستطيع فعل شيء حيال أمره.

ما نقلته لكم الآن من أسباب هو ما ذكرها لي ابن عمتي، وهناك أيضا الكثير من المخاوف والمشاكل التي تحاصره وتؤخره عن أمر الطلاق، حالته المادية لا تسمح له أبدا بتحمل زوجتين حيث إن عمله ذو راتب ثابت لا يتغير أبدا، كما أن زوجته لا ترغب بالبقاء معه، وذلك لعدم الانسجام مع بعضهما رغم السنوات الطويلة التي قضياها مع بعضهما، وهي لا تطلب الطلاق لغير سبب إنما تطلبه لأنها غير قادرة على الإنجاب وتريد لزوجها الحياة السعيدة، ومن جانب آخر لا تستطيع البقاء مع زوجها إن تزوج، وهي تعلم تماما عدم قدرته في تحمل مصاريف زوجتين.

دائما أنصحه بأن يسرع بالموضوع إذ أن إمساكه لزوجته يسبب له الكثير من الهموم التي تكدر عيشه، وتحرمه السعادة التي يتمناها كما تسبب الهموم أيضا لزوجته، لا أعرف كيف أقنعه بترك مخاوفه والتوكل على الله والخوض في الأمر الذي يخشاه وهو مصارحة الأهل برغبته بالطلاق؟ أرجو مساعدتي بأفكار وخطوات تمكنني من إقناعه، ماذا أقول له كي يتشجع ويهم بالأمر؟

إنه رجل صالح وتقي وأكثر أوقاته في المسجد يدعو الله عز وجل أن يفرج همه فليس بعد العسر إلا اليسر من الله تعالى، أرغب في مساعدته إذ أنني أعتبره كابني، وأود حقا تقديم العون، علما بأنني لا أستطيع التدخل بالفعل ولا حتى أن أكلم أحدا بموضوعه، وذلك لخلافات عائلية، أريد أن أقدم له معونتي حتى وإن كانت بالكلمات والنصائح، أطلب استشارتكم الكريمة وإن شاء الله تفيدونا ونفيد غيرنا.
ولكم خالص الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يعينك لما فيه الخير والصلاح، ويجزيك خيرا في مسعاك في حل مشاكل الآخرين.

وبخصوص مشكلة ابن عمتك مع زوجته، فقد فهمت من رسالتك أن كلا من الزوجين يريد الطلاق بسبب عدم الإنجاب، وبهذا يجب أن يعلم ابن عمتك الآتي:

1- نعمة الإنجاب هي من الله تعالى، فهو الذي يهب لمن يشاء إناثا أو ذكورا فقط، أو يرزق الذكر والأنثى، أو يجعل البعض عقيما، ودور العبد هنا أن يسعى لمقاومة قدر الله بقدر الله، وذلك بأن يسعى بالعلاج؛ فهو سبب مشروع قدره الله، وأن لا يستكين، بل عليه بالصبر؛ لأنه أمر قدر الله عليه، والصبر نصف الإيمان.

2- أن يعلم أن من ضمن أسباب مشروعية الطلاق هي عدم الإنجاب، فإذا لم تنجح كل المساعي للإنجاب ولم يترتب على الطلاق مفسدة لا سيما وأن الزوجة نفسها تطلب ذلك فيكون الطلاق مشروعا.

وهذا يحصل كثيرا، كأن لا ينجب الزوجان، فيفترقان، ويتزوج كل منهما بآخر وينجبا، ولذا لا غرابة في الأمر.

فإذا علم ذلك فأرى أن يصارح ابن عمتك والد زوجته بهذه الرغبة -أي رغبة الافتراق- وأنها هي رغبة الزوجة كذلك، ويقنعه بها، وقبل ذلك على الزوجة أن تحاول البقاء مع زوجها وتتركه يتزوج بأخرى، فالزواج بأخرى أمر مشروع، لا سيما وأن العقم من الزوجة، وهذا حل أفضل من الفراق، وعليه إقناع زوجته بذلك، فإن اقتنعت فبها، وإلا فيطلب منها إقناع أهلها وتكون هي شاركت في الأمر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات