السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري32 سنة، متزوج منذ عام ونصف، ولدى طفل عمره 9 أشهر، لكني مبتلى بزوجه اكتشفت بعد الزواج انها حقوده وحسوده وكارهه الخير للناس، وكثيره العناد والجدال المستمر، ومن ثم بدأت تثير مشاكل بينها وبين أمى وأخى و زوجت أخى، على الرغم انهم بجانبنا دائما، وأمى خيره معها لدرجه كبيره، أى شى تطلبه تعمله حتى ولو على حساب صحتها ومالها، لكى يستقر بيتى و تسعدها و تسعدنى.
وزوجه أخى ترحب بها عندما نذهب لهم زياره، أو عندما نخرج معا، وهي تعاملهم معامله شبه سيئه، أى تتصرف تصرفات غير لائقه معهم، عندما يأتون عندى فى البيت، وكذا تجيد تحوير الكلام وإيجاد مشاكل للتفرقه، وتحدثت اليها كثيرا هذا خطأ وعيب دون جدوى!
وتجادل أمى مجادلة لا طاقة لها وأسلوب فى الرد لا يصح لزوجة الأبن أن ترد به، ولفت نظرها لهذا مرارا و تكرارا ولا جدوى ...
ووالديها يعملون على تخريب بيتي، وتقوية زوجتى علي وعلى أهلى، ويحدوثون مشاكل كثيرة مما لا مشكلة منه، ووقف أهلى جميعا ليعرفوا ما المشكله فاوجدوا أنه لا توجد مشكله تستحق كل هذا، لهذا أنا بعيد دائما عنهم، ولكن إذا ارادت زوجتى الذهاب اليهم تذهب، لكنى لا أريد القرب منهم أبدا لأني أعرفهم جيدا، بمعنى أصح: ( ظهروا على الحقيقه بعد الزواج )
زوجتى تعاملنى معامله بنسبه 60% جيد، على الرغم انها تقصر فى أشياء كثيرة، لكنى أقول دائما أنها مرهقه من الطفل، وأنها تستحق الراحة لكن كل هذا يأتى على حساب البيت والمعامله.
ويعلم الله أنى اتقى الله فيها، وأعاملها معاملة حسنة، كما أمربذلك ديننا، لأنى أخاف الله وسوف أسأل عند الله إذا ظلمتها، أو عاملتها معامله سيئه.
ماذا أفعل معها لكي تتخلص من كل هذه المشاكل التي بداخلها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم متولى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر الخير حيث كان.
وبخصوص ما تفضلت به فاعلم بارك الله فيك أن ما تشتكى منه من خلافات بينك وبين أهل زوجتك، أو بين زوجتك وأهلك، هو الأمر الطبيعي الشائع، بل نقول لك: لا نكاد نجد أسرة إلا ومرت بمثل هذه المشاكل بدرجات متفاوتة، وهذا أمر طبيعي، بل نقول إذا نقبل الاختلافات التي تحدث بين الأخوة الذين عاشوا معا وأكلوا معا، فكيف لا نقبل الاختلافات في أسرتين مختلفتين.
نقول لك هذا: حتى لا يستغل الشيطان الحدث فيبدأ بتضخيمه، ودائما ما نقول: إن المشكلة قد تكون تافهة كما ذكرت لكن تضخيمها أو السماح بتضخيمها هو ما يعرقل الإصلاح.
أخي الحبيب: أول ما ينبغي عليك فعله هو تصفية صدرك من الحقد على والد الزوجة ووالدتها، والذين هما في مقام الوالدين، وهما كذلك أجداد أولادك في المستقبل إن شاء الله.
ليس هناك أب أو أم تحاول أن تخرب بيت ابنتها، لكن هناك من الآباء من يخطئ بلا قصد، والواجب التعامل مع الخطأ كما هو بدون تضخيم، لذا ندعوك أولا إلى تصفية الصدر، والتقرب نوعا ما من أهل زوجتك مع إحسان الظن بهم.
هذا الإحسان سينعكس إيجابا على سلوك زوجتك مع أهلك على المدى البعيد، وربما القصير كذلك.
ثانيا: لابد من الجلوس مع الزوجة وتوضيح بعض النقاط لها على النحو الآتي:
1- ليس أحد من أهلك أو أهلي يريد الإضرار بنا قطعا، لكن كل واحد منهما يريد السعادة الأكبر لولده، وهذا هو الذي يدفع الجميع لاتخاذ مواقف نراها شرا محضا وهم لا يرونها كذلك، والواجب علينا عذر الجميع مع الإحسان إليهم.
2- الاتفاق على حل كل المشاكل الزوجية بينكما دون أن يعلم بها الأهل هنا أو هناك وأن تكون في أضيق نطاق.
3- الاتفاق على تحسين الصورة لكل طرف عند أهله، فالزوجة مع أهلها تفعل ذلك وأنت مع أهلك تفعل ذلك.
4- عدم نقل الكلام الذي يوغل الصدور إلى أحد منهما، والاتفاق على أن يظل هذا الكلام طي الكتمان.
5- زراعة مناخ طبيعي للطفل حتى يحيا حياة طبيعية بين أسرتين على الأقل غير متعاديين.
ثالثا: الإحسان إلى الزوجة والكرم معها ينسيها الأخطاء الواقعة، بل ويجعلها تتحمل لأجل زوجها بعض ما تكره، ولذلك ندعوك إلى الإحسان إليها، وإلى إكرامها ونعني بالكرم: الحسي والمعني من الكلام الطيب الذي تسعد به الزوجة.
رابعا: الوازع الديني كفيل بأن يصلح ما تعسرعليك إصلاحه، لذلك من المهم أن يكون لك ولزوجتك ورد من ذكر أو قراءة قرآن أو صلاة في الليل، فالبيت الذي يقام فيه الذكر ويتلى فيه القرآن لا يستقر فيه الشيطان.
خامسا: من المهم أن تقرأ أنت وزوجتك عن فضل صلة الرحم، وأجر من يتحمل الأذى منهم، وعقوبة من يقطع رحمه، كل هذا سيكون له دافع جيد للتحمل.
وأخيرا عليك بما مر يا أخي مع التغافل عن بعض الهنات الموجودة ، وكذلك الدعاء بين يدي الله أن يصلح لكم جميعا الشأن، هذا هو الطريق الصحيح، تعب في أوله وراحة في آخرة وهو مرضاة لله الكريم.