أخشى على ابني من بعض سلوكيات أهل أمه، فما الحل؟

0 76

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

تزوجت منذ نحو 7 سنوات، وأقيم بشكل دائم مع أبي وأمي وأختي المطلقة، رزقنا أنا وزوجتي -ولله الحمد- بولد وبنت.

تقطن عائلة زوجتي في مدينة تبعد عنا بنحو 25 كلم، منذ السنوات الأولى لزواجنا أظهرت زوجتي تعلقا شديدا بأسرتها، وخاصة أخواتها الأربع ووالديها، وعادة ما كانت تعبر لي عن رغبتها في زيارتهم كل أسبوع، اختلفنا كثيرا بسبب هذه النقطة، وأمام إصرارها توصلت إلى حل وسط يقضي بزيارتها لأهلها مرتين في الشهر، بحيث آخذها للمبيت عندهم ليلة السبت على أن أعيدها مساء الأحد.

يبلغ ابني الآن نحو 6 سنوات، وهو كذلك شديد التعلق بالذهاب إلى أهل زوجتي، ما يدفعه لذلك هو رغبته في اللعب مع ابن خالته الذي يلتقيه هناك، علاوة على توفر عائلة زوجتي على اشتراك في الإنترنت، حيث يقضي معظم الوقت في مشاهدة فيديوهات الرسوم المتحركة على Youtube عبر جهاز تلفاز ذكي (SmartTV)، أو تحميل ألعاب إلكترونية على الهاتف، كما أنه في بعض الأحيان يشاهد بعض القنوات التي سبق ومنعته عنها.

في الآونة الأخيرة، أصبحت تضايقني هذه الوضعية مما دفعني إلى تنبيه زوجتي إلى الخطر الذي يحدق بابننا، خاصة وأن درجة التزام عائلة زوجتي لا ترقى إلى المستوى الذي يجعلني مطمئنا على ابني، فمثلا أخوات زوجتي يسمعون الموسيقى، كما أن إحداهن لا تصلي.

أوجه لكم هذه الاستشارة حتى ترشدوني إلى السبيل لتحصين ابني، فأنا لا أستطيع أن أمنع زوجتي من زيارة أهلها، وإلا سأساهم في قطع الأرحام.

أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيب ك من خلال ما يلي:
أولا: أحسن الله إليك وشكر الله لك على حرصك على ولدك وحرصك على صلة رحم زوجتك، وهذا يدل علي خير فيك، نسأل الله أن تكون أفضل مما نظن.

ثانيا: لهذه المشكلة عدة حلول عقلية لا نوافق على بعضها، ولكن نعرضها لك حتى تكون على بينة:
1- بعض الناس يعالج المشكلة بقطع صلة الرحم، وهذا فوق أنه لا يجوز شرعا يؤدي إلى تدمير الأسرة ولو على الزمن البعيد.
2- البعض الآخر يرسل زوجته، ولكن يمنع أولاده من التواجد معها، وهذا له مردود سلبي على الأطفال من ناحية نفسية وتربوية، ويمكن أن يؤدي إلى بغض بعض الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من جدتهم وخالاتهم، ومن اللعب أو التمتع معهم بالألعاب، وبالطبع الأبناء لن يقتنعوا أبدا بأي تبرير لحرمانهم من ذلك، ولذلك لا ننصح به.

بقي لنا حلان نعرضهم لك وأنت تقرر أيا منهما:
الأول: أن تتفق مع زوجتك بناء على حوار موسع، وأن توجد عندها القناعة التامة بخطورة هذا التوجه تربويا على مستقبل الأولاد، بل وعلى علاقتهم في المستقبل بكما، هذه القناعة هي التي تقود غالبا إلى الفاعلية، ولكن لن ينجح هذا الأمر إذا كانت الوسيلة أوامر تلقى أو تهديدا يقال، بل يجب أن يكون عن قناعة تامة، وهذا يحتاج إلى وسائل كالقراءة أو الاستماع إلى بعض المحاضرات التربوية في ذات السياق.

الثاني: أن تذهب أنت معهم وتبيت عندهم، وفي نيتك عدة أمور:
1- صلة رحم أهل زوجتك وفيها من البر والأجر الخير الكثير، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- كان يكرم أهل قرابة زوجته، ففعلك هذا فيه تأس بالنبي من هذه الجهة.
2- أن تبني علاقة متينة بينك وبينهم تسمح تلك العلاقة بالوعظ أو التذكير أو التوجيه، وقد يهدي الله على يديك من لا تصلي أو تزيد في علاقتهم بالله عز وجل.
3- أن تتواجد مع أطفالك وهم يلعبون، وبذلك تخفف الضرر من ناحية، وتشاركهم بعض الألعاب من ناحية أخرى، وبهذا تضمن عدم الانجراف إلى ما لا تحب ولا ترجو.

هذا ما نراه من الحلول، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يحفظ أولادك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات