ما حكم تدليل بعض الإخوة والإساءة لبعضهم؟

0 499

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وشكرا خاصا من الأعماق إلى كل الساهرين على هذا الموقع سائلين الله العلي القدير أن يرزقكم الأجر الأوفى عند الله.

هذا الموقع الذي أعتبره الملاذ الوحيد الذي يمدنا بالنصح في وقت لم أجد فيه من أشكو إليه ومن ينصحني، وإليكم مشكلتي أضعها بين يديكم:

أنا فتاة أعيش داخل أسرة أكون أنا أصغر أولادها، كل من حولي يعتقد أنني الأوفر حظا بين إخوتي لأني آخر العنقود زيادة، وأنهم - إخوتي - متزوجون ويشغلون مناصب مرموقة ولهم حياتهم الخاصة، لكن العكس هو الصحيح فأبواي يدللان إخوتي وأولادهم ويولونهم دائما الاهتمام، كما أنهم لهم الحق في التحكم في أمور ربما أحيانا تكون مصيرية، عندما نتناقش في أمر أو أعاتبهم على أمر أرى أنا أنه خطأ يغضبون، وأجد أبوي يلومانني على أنني أغضبتهم.

وصلت حاليا لمرحلة أنني لا آبه بأمور البيت، لا بالجديد من الأمور ولا القديم؛ لأنني مللت من الصراع الحاصل بيني وبين إخوتي، وجربت كل الطرق التي اعتقدت أنها ستقربهم مني وتجعلهم يحسون بما أعانيه، عشت مواقف غاب فيها الأهل في سفر كنت ظانة أنني سأحظى منهم بالرعاية الأخوية لكنهم انهالوا علي بالأوامر وليس لدي الحق في النقاش، منذ تلك الواقعة وأنا أفكر في أمري معهم، ما الحل؟ هل أستمر في علاقتي الرسمية كي لا أفقد إخوتي ووالدي أم أعود إلى ما كنت فيه من دفاع عما أراه خاطئا؟

أنا والله بسبب هذا المشكل أصبحت لا أستطيع اتخاذ حتى قراراتي الشخصية بسبب تأثري من هذا المشكل، آسفة على رسالتي الطويلة وأتمنى أنا تتواصلوا معي وتساعدوني على حل معضلة حياتي، وإنها والله يشهد أول مرة أجرؤ على التحدث على هذا الأمر لثقتي بكم.

جزاكم الله كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، ولابد من الصبر والتحمل خاصة مع وجود أطفال صغار وأجداد وإخوة أصحاب مناصب مرموقة وغالبا ما يدللون أبناءهم ولا يحتملون أن يخالفهم أحد لكونهم رؤساء في العمل، وأرجو أن تتذكري أنهم إخوانك وأكبر منك سنا.

ومع أن الإنسان لا يتحمل الأخطاء ولكن الحكمة مطلوبة عند محاولات العلاج، وإذا أراد الإنسان أن يحاسب الناس على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك لا يرضيهم، ولكن لا بأس من النصح والكلام في الأخطاء الكبيرة، مع مراعاة فارق السن، وضرورة اختيار الوقت المناسب والألفاظ اللطيفة المناسبة، وانتقاء المداخل الحسنة المحببة إلى النفوس وتجنب النصيحة أمام الناس.

والصواب أن تجمعي بين المحافظة على العلاقات الطيبة مع إخوانك والبر بأبويك ومواصلة النصائح مع ضرورة تغيير الأسلوب القديم.

ومع أن نوعية الأخطاء التي أزعجتك غير معروفة بالنسبة لنا ولأنواع الأوامر التي يصدرها إخوانك إلا أنني أعتقد أنهم يحرصون على مصلحتك وإن أخطئوا في الأسلوب.

ومن حق كل إنسان أن يتخذ القرارات الخاصة به، وسوف تجدين من إخوانك في هذا الموقع كل عون وتأييد فلا تترددي في السؤال، وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله وذكره وأكثري من الدعاء ونسأل الله أن ييسر لك زوجا صالحا يسعدك ويخرجك مما أنت فيه وأن يهيئ لإخوانك من أمرهم رشدا وأن يرزقكم جميعا البر بالآباء والأمهات بعد الطاعة والإنابة لرب الأرض والسماوات.

وأرجو أن تواصلي اهتمامك بأمر البيت مع مراعاة ظروف إخوانك وأطفالهم ولا تكلفي نفسك فوق طاقتها، وأرجو أن يشعر إخوانك أنهم الكبار، وأنهم مطاعون إذا أمروا بالخير وحرصوا على المصلحة، ونوصيك بالصبر فإن عاقبته محمودة، وما أعطي المؤمن عطاء أوسع من الصبر واعلمي أن مع العسر يسرا.

ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يبلغك منازل رضاه.



مواد ذات صلة

الاستشارات