السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 30 سنة، وكأي شاب أتمنى الزواج والاستقرار، ولكني أمر بمشكلة تجعلني أعتقد أن الزواج مستحيل بالنسبة لي، وبالفعل تركت الفكرة نهائيا، ولكن عندما أرى أصدقائي يتزوجون واحدا تلو الآخر، أحزن على نفسي، فمشكلتي أنني منذ الصغر لم أتحدث لأي فتاة باستثناء الأقارب وأعتبرهم كأخواتي.
حتى كلامي محدود معهم، فعندما أرى أي فتاة بالعمل أو الشارع، لا أعرف ماذا يحدث لي، أتوتر جدا، ولا أعرف أو أستطيع الكلام، وأشعر بالخجل الشديد، وأشعر أن عقلي فارغ لا يوجد به كلمة واحدة، لدرجة تجعلني أتوتر أكثر، فأشعر أنهم يشعرون بالملل بالجلوس معي، وهنا أتكلم عن أصدقاء العمل، بنات كانوا أم شبابا.
حاولت أكثر من مرة أن أصبح أكثر جرأة، ولكن بدون فائدة، وزدت الطين بلة كما يقولون، فعندما حاولت فتح حوار لاحظت أنه تأتيني رعشة وتظهر جدا على ملامحي التوتر، فأحاول على قدر المستطاع الخروج من المكان، فأنا بطبيعتي شخص أرتاح عندما أجلس بمفردي، وأتوتر بجانب الناس، ولكن ليس جميعهم.
أتمنى أن تساعدوني رجاء؛ لأنني فعلا لا أعرف، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن مثل هذا التواصل يساعدك في حل الإشكال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
أعجبتني عبارة "أتوتر بجانب الناس"، لكن ليس جميعهم ...؛ لأنها تفتح لنا ولك أبواب التفاؤل، ونبشرك بأنك ستجد من الناس من ترتاح إليهم، وسوف يقدر لك القدير الفتاة التي تناسبك فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
أرجو أن تعلم أن النقص يطارد الجميع، فكلنا بشر نخطئ ونصيب ونتعثر وننجح، ولولا الفشل ما عرفنا طعم أو قيمة النجاحـات، فاستعن بربنا الفتاح القدير فالق الإصباح، واعلم أن لك قدرات ومؤهلات استطعت بها بعد توفيق الله من التواصل، وعرض السؤال فلا تضعف قدراتك وتعظم ملكات الآخرين، وثق بنفسك بعد ثقتك برب العالمين.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان يستطيع أن يحول ما عنده من سلبيات بحول وقوة الحكيم واهب الملكات، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله).
وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1 كثرة اللجوء إلى الله.
2 مخالطة الصالحين والبدء بالأقرب منك رحما، أو دارا أو في العمل.
3 اجعل علاقتك في الله ولله، وعلى مراد الله، وأنت تعلم أن الرجل يجعل علاقاته مع الشباب، أما البنات فالعلاقة تكون مع المحارم أو مع المخطوبة رسميا بضوابط، وأوسع العلاقات وأخصها تكون بين الرجل وزوجته.
والشاب يتدرب ويتعرف على طبائع الجنس اللطيف من خلال تعامله مع الوالدة والأخوات والعمات والخالات، وكذلك الفتاة العفيفة تعرف الصورة العامة التقريبية لشريك المستقبل من خلال تعاملها مع والدها وجدها وأشقائها وأعمامها وأخوالها.
4 لا تتحرج ولا تتردد في الحديث، ولا تجعل الخطأ حتى لو حدث سببا للتوقف عن المخالطة، فالمؤمن الذي يصبر ويخالط خير من الذي لا يصبر ولا يخالط.
5- بادر بالكلام مع من حولك، وأحسن الاستماع لهم إذا تحدثوا وعاملهم بما تحب أن يعاملوك به.
6- شارك في الأعمال التطوعية، وكن حاضرا في الفعاليات المجتمعية والتحق بما يتيسر لك من دورات التنمية البشرية.
7- لا تكثر من الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد فاحرص على أن تكون مع من تألف، ثم وسع دائرة التعارف.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك.