ما سبب ارتعاشي عند صلاتي وقراءتي للقرآن؟

0 111

السؤال

السلام عليكم.

أصبح من عادتي صلاة الحاجة بعد كل صلاة، وتلاوة سورة يس بعدهما، فأنا أدعو الله بحاجة.

حتى لا أطيل، صليت الظهر والحاجة، وجلست أتلو سورة يس في انتظار صلاة العصر، فجأة أحسست برعشة في قلبي (يراودني هذا الشعور عند التسبيح والاستغفار، وعند دعائي بحاجتي، وعند تلاوة القرآن، والصلاة في قيام الليل، أو أي صلاة أخرى)، ثم بدأت هذه الرعشة تزداد، وأحسست بها تمر في جسدي كله، ودمعت عيناي وأصبحت أبكي، لم أفهم السبب وراء كل هذا.

الحقيقة خفت قليلا وأصبحت أذكر اسم الله كثيرا، وثم سجدت له وذكرته، ثم وجدتني أدعو بحاجتي مرة أخرى، وأسأل الله أن يقضيها ويحققها.

هدأت قليلا ثم عدت إلى التلاوة، وإذا بي أبكي مرة أخرى، وأنكب ساجدة أذكر الله وأدعوه بحاجتي إلى أن هدأ روعي وأحسست براحة.

ما سبب هذا أرجوكم؟ مع العلم أنني متفائلة أن الله سيستجيب لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mayssa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لصلاة الحاجة، فقد ورد في سنن الترمذي وابن ماجة وغيرهما من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله وليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين"، زاد ابن ماجة في روايته "ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر".

وهذا الحديث ضعيف عند العلماء، إلا أن بعضهم أخذ به؛ لأنه في فضائل الأعمال، ويندرج تحت أصل عام مشروع، وعليه فإن صلاة الحاجة تكون تكون ركعتين نافلة، وفي غير أوقات النهي.

أما فعلك لها كعادة بعد كل صلاة، فهذا لا ينبغي لك، وخاصة بعد صلاة والفجر والعصر، لورود النهي عن صلاة النفل بعدهما.

وكذلك قراءة سورة ياسين بهذه الطريقة وباستمرار، حتى صارت عادة متبعة لديك بعد كل صلاة، وهذا ليس عليه دليل، والمشروع أن يكون لك ورد تقرئين فيه القرآن حتى تكمليه.

أما سؤالك عن الرعشة وسببها، فإن كانت تلك الرعشة من تفاعلك مع القراءة والدعاء، فهي نوع من الخشوع والقرب من الله سبحانه، وتأثرك بالقرآن، كما قال سبحانه: ﴿الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد﴾ [الزمر: 23].

والمعنى الإجمالي للآية كما يقول المفسرون: (إن الله نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الذي هو أحسن حديث، أنزله متشابها يشبه بعضه بعضا في الصدق والحسن والائتلاف وعدم الخلاف، تتعدد فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الحق، وصفات أهل الباطل وغير ذلك، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم إذا سمعوا ما فيه من الوعيد والتهديد، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إذا سمعوا ما فيه من الرجاء والبشارات، ذلك المذكور من القرآن وتأثيره هداية الله يهدي بها من يشاء، ومن يخذله الله، ولم يوفقه للهداية، فليس له من هاد يهديه).

فإن كان حالك كذلك فهذا فضل ونعمة من الله عليك، فاشكريه على ذلك.

وإن كانت الرعشة بدون إرادتك أو صحبها آثار أخرى مثل القلق والخوف والهلع، فربما يكون ذلك أعراض عين أو سحر تأثرت بالدعاء والذكر، وتحتاجي لمعالجتها إلى الاستماع باستمرار للرقية الشرعية، أو من خلال قراءتك لها أو ذهابك إلى راق شرعي ثقة يقرأ عليك، حتى يذهب منك تلك الأعراض -بإذن الله سبحانه-.

وبخصوص دعائك وطلب حاجتك، فثقي بالله وأحسني الظن فيه، واستمري في الإلحاح على الله بها، ولا تيأسي، فالفرج بيد الله سبحانه، وقد تتأخر لمقصد وحكمة يريدها الله، فوطني نفسك على الصبر حتى يأتي الفرج.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك وقضى حاجتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات