السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ست سنوات، لدي طفلان، واحد بعمر 4 سنوات والثاني بعمر خمسة أشهر.
منذ ولدت بالثاني وأنا مضغوطة معه، فهو كثير البكاء، ولا بد أن آخذه طول الوقت، وزوجي مضغوط بالعمل، يرجع إلى البيت ويحتاج الراحة، ولا يحب أن يسمع إزعاجه.
انشغلت عنه كثيرا، لم أعد أهتم بزوجي كالسابق، وصار ينام لوحده بعيدا عن الإزعاج.
بدأت مشكلة بيننا وهي أنه لا يرضى أن أصرخ على ولدي ذي الأربع سنوات، ودائما يقسو عليه بكلماته، بمجرد أن يرى شيئا مني اتجاه ولدي، لدرجة أنه قال: انتبهي لنفسك وإلا تطلقين!
كلمته أن هذه كانت صرخة قوية على قلبي ولم أتحملها، وأشعر بالحزن الشديد والقهر، ماذا أفعل اتجاه أسلوبه هذا؟
أتمنى نصيحتكم، فأنا بعيدة عن أهلي وأشعر بالوحدة والقهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مراد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
عليك أن تكوني متوازنة في حياتك، وألا تغرقي في الانشغال مع أولادك وتتركي زوجك؛ لأن ذلك يولد الجفوة بينك وبينه.
حين يذهب زوجك للعمل قومي بترتيب بيتك وتجهيز جميع أعمالك المنزلية، واجعلي نوم أبنائك في الأوقات التي يقرب موعد وصول زوجك حتى تعطيه حقه من العناية.
اهتمي بمظهرك ومظهر بيتك، وأعيدي ترتيب وضعية أثاث بيتك بحيث تجعلينه جذابا، فرتبي غرفة نومك ترتيبا خاصا، وضعي فيه الورود والروائح الزكية، فذلك سيجعل زوجك يرتاح فيه ويشتاق إليك، ويقدر ما تقومين به.
تربية الأبناء لا يكون بالصراخ ولكن بالرفق واللين، وعدم تعويد الأبناء على أن يحصلوا على ما يريدون بالصراخ والبكاء، فإن تعويدهم على ذلك يرسخ في عقولهم أنه بالصراخ يحصلون على ما يريدون.
لا بد أن تتعرفي على الأسباب التي تجعل طفلك دائم البكاء، فلربما كان يعاني من مغص في بطنه، ولذلك لا بد من عرضه على طبيب أطفال للتأكد من ذلك.
تهديد زوجك بالطلاق لم يخرج من قلبه، وإنما في ساعة غضب، فلا تؤاخذيه في ذلك، وأحسني من استقبال زوجك وتوديعه، وتفنني في طهي طعامه، واعملي له المفاجئات المفرحة ما بين الحين والآخر، وستجدين أن حياته وسلوكياته معك تتغير.
امدحي زوجك وأثني عليه وعلى جهوده في كسب الرزق، وأكثري له من الدعاء وأسمعيه ذلك حتى يشعر بأنك مقدرة له.
لا تهملي الكلمات العاطفية مع زوجك سواء مباشرة أو عبر الرسائل فذلك سيستميل قلبه إن شاء الله، وبيني له انشغالك مع الأولاد وكثرة العمل، واعتذري عما يبدر منك واطلبي منه المسامحة.
لا بد أن تكون لك معه جلسات ما بين الحين والآخر في أوقات عطلته، وتجاذب أطراف الحديث، واطلبي منه أن يقيمك ويبصرك بعيوبك، فكلنا مقصرون في حياتنا، فإن ذكر لك شيئا فاشكريه وعديه أنك ستجتهدين في تلافي ذلك القصور.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت في حال سجودك لله، وسلي الله تعالى أن يعينك على أداء مهامك في البيت، وعلى حسن تربية أولادك، وأداء حقوق زوجك.
الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
أكثري من تلاوة القرآن واستماعه، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لك ولبيتك الطمأنينة، يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
تعليق الصور ذات الأرواح في جدران البيت يجلب الشياطين، ويتسبب في خروج الملائكة من بيتك، وهذا ما يتسبب في كثير من المشاكل وعدم استقرار حياة الأطفال، فقومي بإخراج صور ذات الأرواح من بيتك، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الملائكة لا تدخل بيتا في كلب ولا صورة).
شغلي القرآن في بيتك؛ فإن ذلك يطرد الشياطين ويجلب الملائكة، ويحل الطمأنينة والسكينة.
وثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة من صلاة وصوم وتلاوة قرآن وغير ذلك، فالحياة الطيبة لا توهب إلا لمن توفرت فيه صفتا الإيمان والعمل الصالح، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
نسأل الله تعالى لك التوفيق.