مغترب للدراسة وأفتقد سماع الأذان وارتياد المساجد، فبما تنصحونني؟

0 79

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب مبتعث، أعاني من ضيق شديد، فأنا من النوع الذي لم يكن يخرج كثيرا، وفجأة تغير نمط حياتي، فأنا متعلق بالله ثم بالأذان، المسجد، الصلاة، وسماع إذاعة القران الكريم يوميا، يسعدني منظر رؤية الناس يذهبون للصلاة، وأرتاح نفسيا عند سماع الأذان.

الآن لم أعد أسمع الأذان، وكلما أتذكر الأذان والمسجد أشعر بالضيق، وأحيانا يغلبني البكاء، لم أريد أن أخبر أحدا حتى لا يكون رياء، لكني أريد نصيحتكم، علما أني كنت مقصرا، وأسأل الله أن يغفر لي.

لقد جئت إلى بلد ليس فيه تلك الأمور، هنالك مساجد ولكنها بعيدة عني، والنساء متبرجات سافرات، وأنا أريد أن أغض البصر لكني لا أستطيع لأني أدرس في معهد لغة ومدرساتي نساء، وهذه الأمور أثرت على نفسيتي، وأتمنى العودة، ولكن ليس لدي وظيفة، قدمت على وظيفة ولم يعلنوا عن الأسماء.

فما هي نصيحتكم لي؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:
- فبما أنك الآن قد أصبحت في بلد الدراسة التي ذهبت إليها، وقد اعتمدت لك مصاريف الدراسة، ولو عدت إلى بلدك لعلك تفقد الامتيازات التي أنت عليها، فلهذا أرجو أن تواصل مشوارك في الدراسة، وكل سنوات معدودة تمضي سريعا وبعدها تعود إلى بلدك.

- بما أنك من الصالحين وتحافظ على الصلاة وتحب المساجد، وغير ذلك مما ذكرت، فهذه علامة على الخير الذي أنت عليه، وأما كونك فقدت البيئة التي كنت فيها من الصالحين، وصرت في بيئة غير متدينة، فهذا أمر طبيعي لأن البلاد غير الإسلامية ليس فيها تدين، وهناك انحرافات أخلاقية، هذا أمر معروف، وما عليك إلا أن تستعين بالله وتتوكل عليه في الاهتمام بإصلاح نفسك، ثم عليك أن تأخذ بعوامل الثبات على الدين فلابد من تقوية الإيمان بطاعة الله، وأكثر من قراءة القرآن الكريم وحاول حفظ ما استطعت منه، ودوام على أذكار الصباح والمساء والذكر في كل وقت، والإكثار من الاستغفار عامل مهم في الثبات، كما أن قراءة سيرة الأنبياء والصالحين، وكثرة الدعاء بالثبات أيضا من العوامل المهمة أيضا.

- ثم اعلم -أخي الكريم- أن مجاهدة النفس على الاستقامة على الدين والتوفيق أمر مهم، وعليك أن تدعو غيرك من الشباب وتبدأ بتكوين مجموعة تتعاون معها على طاعة الله، وقد تجد من زملائك من يشاطرك نفس الهم.

- وأخيرا اعلم أنك في بيئة ينبغي على غير المسلمين أن يتعرفوا على الإسلام من خلال سلوكياتك وحسن تدينك، فعليك أن تجعل من نفسك من الآن فصاعدا ليس شابا صالحا متدينا فقط، بل ينبغي أن تدعو إلى الله تعالى بقولك وبأفعالك وأخلاقك، وإذا ما اهتدى أحد على يديك فلك أجر عظيم.، فعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ". رواه مسلم.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات