السؤال
السلام عليكم
أريد أن أعرف حقوق الزوج على زوجته؛ فزوجي يرى بأنني مجبورة على طاعته في كل شيء، حتى في إعداد الطعام وترتيب البيت، لدرجة أنه إذا طلب كوبا من الماء وهو بجانبه ولم أرد عليه؛ يذكرني بحقوق الزوج على زوجته ووجوب الطاعة! حتى أننا قبل الزواج (كتب الكتاب) اتفقنا أنني أريد أن أتوظف بالمستقبل، والنقود (الراتب) لي، ولا دخل له به، إلا أنه رفض هذا الشيء.
ويجب أن يكون على علم بكل شيء أشتريه حتى لو من مالي الخاص. حاليا لا يريدني أن أتوظف لأسباب أجهلها، مع العلم أن الوظيفة مريحة وممتازة لي كمعلمة، فهل يحق له ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يؤلف بينكم، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
السباق بين الزوجين ينبغي أن يكون في إرضاء الله، فالعلاقة بين الزوجين عبادة لرب البرية، وخير الأزواج عند الله أرضاهم لربه وخيرهم لزوجه، ونتمنى أن يكون منطق الفضل هو السائد، وليس أسلوب حقى وحقك، فإن كان ولا بد فليسأل كل واحد منكم نفسه عن واجباته؛ لأن واجبات الشريك هي حقوق للطرف الثاني، وقد قال حبر الأمة -ابن عباس-: "أنا لا أطال زوجتي بكل حقوقي خشية أن تطالبني بكل حقوقها" وكأنه يريد أن يبني المسالة على التسامح من الطرفين، وذلك أفيد وأريح للطرفين.
وللإجابة على السؤال نقول أهم حقوق الرجل:
1- حق القوامة وتندرج تحته مسالة الطاعة في كل ما يأمر به طالما كان طاعة لله.
2- عدم الخروج من بيته إلا بإذنه.
3- عدم إدخال أحد فى بيته إلا بإذنه، وعدم الإذن لمن يكره، ومنع الجلوس على فراشه.
4- عدم الصيام تطوعا وهو حاضر إلا بإذنه.
5- حفظه في ماله ورعاية أولاده وحفظ غيبته.
6- خدمته من مثلها لمثله، وهنا يتدخل العرف ليحكم، فإذا كانت نساء زمانها ومكانها يخدمن أزواجهن فعليها مثل الذي عليهن.
7- الاستجابة له إذا دعاها لفراشه، فإن كان لديها مانع فعليها أن تبين، وتحسن الاعتذار، وتعده وتكلمه بكلام لطيف.
أما مسألة العمل؛ فحاولي أن تفهمي سبب رفضه، فالحكم يتم تحديده بناء على أسباب الرفض، علما بأن الإنفاق عليك من واجباته، والأصل أن الشرع يدعوه إلى تنفيذ ما اتفقتم عليه، وأهل الإيمان عند شروطهم.
كما أن حق التصرف في مالك متروك لك وحدك، والأكمل أن تعلميه؛ وذلك لون من حسن المعاشرة؛ لأنه ربما يكون له رأي يفيد، وقد اعتقدت إحدى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- جارية لها، فلما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "لو أخبرتني لطلبت منك إعطاءها لأخوالك".
وهذه وصيتنا لكما بتقوى الله، وننتظر منكم مزيدا من التوضيح، وحبذا لو ذكرت لنا ما تتمتعين به من الحقوق حتى نتصور الوضع كاملا؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونتمنى لكم الألفة والمحبة والتفاهم والسعادة.