السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، مخطوبة لابن خالتي منذ أن كنت في الثانوي، مضى على خطوبتي 7 سنوات وأكثر.
أنا لا أشعر بأي مشاعر تجاه هذا الشخص ولا أعرفه، وحاولت فسخ خطوبتي عندما دخلت الجامعة بأول سنة لي، ولكن أهلي رفضوا ذلك وبشدة، وأنه لا يجوز فسخ الخطوبة من غير سبب، ولا أعلم صحة هذا الحكم؟!
بعد مرور سنتين أيضا حاولت فسخها لأني لا أريد الزواج منه، ولم يرض أحد بذلك، والآن تم تحديد موعد الزواج بعد سنة، وأنا أشعر بكرهي له ولزواجي وأنا غير سعيدة، ولكن أنا مجبورة من الزواج به بسبب أهلي وضغطهم علي، وبسبب أن خالتي التي هي أمه سوف تغضب إذا فسختها وهي مقربة مني ومن أمي.
أنا لا أريد هذا الزواج، أبكي كل ليلة بسبب ما أصابني من هم، والله يعلم بذلك، وأيضا هل يجوز فسخ الخطوبة شرعا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يلهمك السداد والرشاد، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
كنا نتمنى أن نتعرف على أسباب رفضك له، حتى نناقشك على هدى، وأرجو أن تعلمي أن هذا النفور إما أن تكون له أسباب وسيزول بزوالها، وإما أن يكون بلا أسباب ظاهرة، فقد تحتاجين في هذه الحالة لرقية شرعية.
نأمل أن يصلنا منك توضيح حتى نعاونك على اتخاذ الإجراء الصحيح، ويمكنك أن تطلبي حجب الاستشارة إذا كنت ستتكلمين عن خصوصيات بحيث تظل الاستشارة سرية لا يراها أحد.
لست أدري هل الشاب يعلم أنك مجبورة؟ وهل والدته تعلم؟ فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ومن حق كل طرف أن يقرر الاستمرار والإكمال أو لا.
أولا: الإشكال في حالتك هو طول الانتظار بالنسبة للشاب.
ثانيا: التأثيرات السالبة المتوقعة على الأسرة الكبيرة.
ثالثا: الضرر الذي سيلحق بك لضياع سنوات، كما أن رد الخطاب ليس من مصلحة الفتاة.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالتوجه إلى الله، فإن الخير في يديه، ونتمنى أن تفكري في إيجابيات الارتباط بابن الخالة، ولا تنظري فقط إلى السلبيات.
اعلمي أن الأمر كما قال الشاعر، ما كل ما يتمناه المرء يدركه، وتذكري أننا جميعا بشر والنقص يطاردنا رجالا ونساء، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
نسعد بتواصلك للتفاكر، وندعوك إلى صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وكان النبي يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وذك دليل على أهميتها، ولن تندم من تستخير وتستشير، وتتوجه إلى الخالق القدير .
نسأل الله أن يوفقك ويسعدك، وأن يؤلف القلوب ويغفر الذنوب.