السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 31 سنة، متزوج منذ 3 سنوات، وأب لولد وبنت، ماديا الحمد لله؛ فأنا موظف، وزوجتي أستاذة، وحاليا أسكن في مسكني الخاص.
أصبح مكان عملي بعيدا نحو 1.5 كم سيرا، وأربع مرات في اليوم، والآونة الأخيرة أصبحت زوجتي "على أعصابها"، وأنا أحس نفسي مضغوطا جدا.
أصبح الشجار أمرا معتادا كل يوم، وأصبحت لا تقر بخطئها، صحيح أنها تلومني على قلة الجلوس معها ومع الأطفال، وأنا أحس نفسي مرهقا جدا من العمل، وأحب أن أجلس مع أصحابي في المقهى بعد صلاة المغرب.
تفاقمت المشاكل وصرت خائفا من أن أفقد أعصابي معها، ولكن لما أشاهد ابني يبكي أتراجع.
أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم وفقك الله لهداه، أن الحياة الزوجية السعيدة هي التي تقوم على تنفيذ كل طرف فيه الواجبات التي عليه، وحصوله على الحقوق التي له، وعند وقوع خلل في هذه الأمور من أحد الأطراف تبدأ المشكلات وتتعقد الحياة.
لا شك أن لأهلك وأولادك عليك حقوقا منها: حق السكن والإطعام والكسوة، وحق التربية والعناية بهم والجلوس معهم، فلا تضيع هذا الحق بحجة أنك مضغوط بالعمل، أو أنك تجلس مع أصحابك، بل حاول أن تجعل الجلوس مع أهلك وأولادك هو الوقت الذي تشعر فيه بالراحة والسعادة والسكن.
حاول تنظم وقتك، والتغيير من أسلوب حياتك، ورتب واجباتك الدينية والعائلية ولا تضيعها، بل عليك الجلوس مع أهلك والتحدث معهم، وإدخال السرور عليهم، فإن هذا من تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (استوصوا بالنساء خيرا)، وقوله لـعبد الله بن عمرو لما أعرض عن زوجته: (إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه).
هذا الحق الذي تطلبه زوجتك منك عليك تأديته، وعليك أن تجعل البيت مكانا لقضاء أحلى أوقاتك مع أهلك وأولادك، وأشعرهم بقربك منهم، واحرص على الجلوس معهم وتأديبهم وتربيتهم، ولا تتركهم بدون تربية، ف(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول).
كما أنصحكم بأن تجعلوا من بيتكم مكانا للطاعة والعبادة، بتنفيذ برنامج إيماني فيه، وخاصة بين المغرب والعشاء، من ذكر وقراءة للقرآن وأداء النوافل والقربات، فإن البيوت التي تقام فيها الطاعات تقل فيها المشكلات، والبيوت التي ترتكب فيها المعاصي وتضيع فيه الطاعات يعشش فيها الشيطان ويجعلها مكانا للخلاف والشجار.
حاول أن تأخذ بهذه النصائح وتتفق مع زوجتك على العمل بها، وستجدون السعادة والوئام والمحبة بينكم، إن شاء الله.
وفقك الله لما يحب ويرضى.