السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب سؤالي وكلي رجاء أن أجد الإجابة عندكم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير).
تقدم لي شاب مما فهمنا وعلمنا أنه شاب ذو خلق جيد، لكنه في بداية تأسيس حياته، وأنا طالبة سورية، أدرس في جامعة في دولة أوروبية، تأخرت كثيرا في دراستي بسبب أوضاع بلدي، مررت بظروف صعبة، وما أزال أمر بظروف صعبة، أجد صعوبة كبيرة في كل شيء، في دراستي، في الحياة هنا، وظروفي المادية، فهل من الخطأ أن أرفض شابا وضعه المادي كوضعي؛ أي أنه ليس جيدا، ولا يزال في بداية طريقه، هل من الخطأ أن أرفضه؟ وأنا على يقين بأن الله تعالى سوف يجعل نصيبي كما أحب وأتمنى وأفضل؟
في الحقيقة لم تكن حياتي سهلة أبدا، فقدت والدي في الحرب، وأنا لم أبلغ العشرين عاما بعد، ونحن جميعا أنا وإخوتي طلاب مدرسة أو جامعة.
أمي أصبحت المعيلة الوحيدة لنا على الرغم من أن أقاربي جميعهم وضعهم المادي جيد جدا، لكن لم يكن بهم الكثير من الخير، لم يسألونا قط كيف حالكم؟ أو هل تحتاجون أي شيء؟ لكن الحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
مررت أنا وعائلتي بظروف صعبة كثيرة منذ وفاة والدي وحتى الآن، فهل من الخطأ عندما أفكر بأنني أريد شابا مستقرا لديه عمل وراتب جيد، يستطيع دعمي أنا وعائلتي ولو قليلا، يستطيع مشاركتي الحمل والعبء في حياتي؟
هذا ليس إنكارا لفضل الله تعالى، فالحمد لله رب العالمين أننا بخير، وجميعنا سالمين، ونسأل الله تعالى دوما أن يرحم أبي ويدخله الفردوس الأعلى، ويكتبه من الشهداء، وأن يكون بعوننا، ويثبتنا ويكرمنا.
تقدم لي شاب وضعه جيد جيدا، ولكني لم أعرف من أخلاقه شيئا، فرفضت.
لست أبحث فقط عن الوضع المادي، فهل من الخطأ أن أتمنى شابا ذو خلق، ولديه عمل وراتب جيد، وأنا ظني بالله تعالى جميل وحسن، وأنا على يقين بأن الله سيكرمني بمن أتمنى.
وجزاكم الله خيرا.