هل من الخطأ أن أنتظر الخاطب الميسور والمستقر الحال؟

0 70

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب سؤالي وكلي رجاء أن أجد الإجابة عندكم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير).

تقدم لي شاب مما فهمنا وعلمنا أنه شاب ذو خلق جيد، لكنه في بداية تأسيس حياته، وأنا طالبة سورية، أدرس في جامعة في دولة أوروبية، تأخرت كثيرا في دراستي بسبب أوضاع بلدي، مررت بظروف صعبة، وما أزال أمر بظروف صعبة، أجد صعوبة كبيرة في كل شيء، في دراستي، في الحياة هنا، وظروفي المادية، فهل من الخطأ أن أرفض شابا وضعه المادي كوضعي؛ أي أنه ليس جيدا، ولا يزال في بداية طريقه، هل من الخطأ أن أرفضه؟ وأنا على يقين بأن الله تعالى سوف يجعل نصيبي كما أحب وأتمنى وأفضل؟

في الحقيقة لم تكن حياتي سهلة أبدا، فقدت والدي في الحرب، وأنا لم أبلغ العشرين عاما بعد، ونحن جميعا أنا وإخوتي طلاب مدرسة أو جامعة.

أمي أصبحت المعيلة الوحيدة لنا على الرغم من أن أقاربي جميعهم وضعهم المادي جيد جدا، لكن لم يكن بهم الكثير من الخير، لم يسألونا قط كيف حالكم؟ أو هل تحتاجون أي شيء؟ لكن الحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

مررت أنا وعائلتي بظروف صعبة كثيرة منذ وفاة والدي وحتى الآن، فهل من الخطأ عندما أفكر بأنني أريد شابا مستقرا لديه عمل وراتب جيد، يستطيع دعمي أنا وعائلتي ولو قليلا، يستطيع مشاركتي الحمل والعبء في حياتي؟

هذا ليس إنكارا لفضل الله تعالى، فالحمد لله رب العالمين أننا بخير، وجميعنا سالمين، ونسأل الله تعالى دوما أن يرحم أبي ويدخله الفردوس الأعلى، ويكتبه من الشهداء، وأن يكون بعوننا، ويثبتنا ويكرمنا.

تقدم لي شاب وضعه جيد جيدا، ولكني لم أعرف من أخلاقه شيئا، فرفضت.

لست أبحث فقط عن الوضع المادي، فهل من الخطأ أن أتمنى شابا ذو خلق، ولديه عمل وراتب جيد، وأنا ظني بالله تعالى جميل وحسن، وأنا على يقين بأن الله سيكرمني بمن أتمنى.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك..

الزواج من ضرورات الحياة، وكونك ترغبين بالزواج من رجل صالح ذا خلق ودين، فهذا من الأمر الحسن، ويدل على رجاحة عقلك.

كونك قد تقدم لك شاب له دخل مادي مستقر وجيد، ولكن لا تعرفين شيئا عن أخلاقه، فيمكن أن تسألي عنه وعن أخلاقه، وإذا عرفت عنه أنه متدين، فيمكن أن تصلي صلاة الاستخارة، فإذا اطمأنت نفسك، تقررين الاقتران به، ولا شك بأنه خير من الشاب الآخر الذي دخله المادي متواضع.

أما سؤالك: هل من الخطأ أن أنتظر شابا ذو خلق، ولديه عمل وراتب جيد؟ والجواب هذا ليس خطئا، بل هذا عين الصواب، فقد قالت فاطمة بنت قيس للنبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء عدة الوفاة من زوجها، قالت: " إن معاوية بن أبي سفيان، وأبا الجهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو الجهم فلا يضع عصاه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد ".، فالرسول صلى الله عليه وسلم أشار عليها أن لا تنكح معاوية رضي الله عنه، لأنه صعلوك - أي فقير- وهذا يدل على أن المرأة إذا حرصت على الزواج من رجل متدين غني أو مستقر ماديا، فهذا أمر حسن شرعا وعقلا وعرفا.

أما إذا كان هذا الشاب الغني ليس متدينا، والآخر الفقير متدين، فيمكن الزواج بالفقير ولو كان فقيرا، وأبشري فإن الله سيكون في عونكم، وسيحصل لكم استقرار مادي بعد الزواج بإذن الله، فقد قال تعالى "وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ۚ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ۗ والله واسع عليم" [ سورة النور اية ٣٢ ]. وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف ". رواه الترمذي.

وفقكم الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات