السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 33 سنة، عزباء، أعاني من مشكلة التعامل مع الرجال، وأشعر أن النساء مضطهدات ومطلوب منهن الكثير في بلدي مصر، لذلك أضع كل خاطب يتقدم لي تحت المجهر، وأحلل كل خطوة وكل كلمة يقولها، وعادة ما تنتهي الخطبة بالفشل.
آخر خطيب تقدم لي سألني عن راتبي، وعندما عرف الراتب استقله ورأى أن الأفضل أن أعمل في وظيفة أخرى أكثر موردا، قلقت من فكرته ورأيه، خصوصا أنه كرر الفكرة، وقال: أن المرأة الذكية تطور من نفسها وتبحث عن عمل جيد، وربما تجمع بين وظيفتين!
الرجال في بلدي أثقلوا النساء بالطلبات، فهم يرغبون بزوجات يقمن بخدمتهم وتأثيث الشقة معهم، ولا حرج أن ينفقن على أنفسهن، ومع ذلك يطالبون بالقوامة لهم.
كيف تكون القوامة له إن كانت الفتاة تساعده ماديا وفي كل شيء؟ وأمي تصر في قولها أن هذا وضع المجتمع ككل، ولا يمكننا تغييره، ولكني لا أستطيع التكيف، وبنفس الوقت أرغب بالاستقرار وبناء الأسرة، والحصول على أطفال قبل فوات الأوان.
وشكرا لسعة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونحيي تواصلك، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح حالك.
- نحن نوافقك على سلبية بعض الرجال، ونؤكد رغبة بعضهم في التهرب من المسؤوليات، ونشكر الأدوار الكبيرة للأمهات في مصر وفي غيرها من البلدان، فعلى أيديهن تصنع الأمجاد ويتخرج العظماء، ولكني أعتب على كل من تأخذ دور الرجل، لأن ذلك من أهم أسباب الخلل، ومن الرجال من نسي دوره عندما وجد امرأة تقوم بكل مهامه، ولا شك أن لهذا الأمر أضرار تربوية واجتماعية ونفسية خطيرة.
- وأرجو أن يكون لنا جميعا دورا في إصلاح الخلل، وعلينا أن ندرك أن الله تعالى وهب الرجل صفات تناسب أدواره، كما خص المرأة بخصائص تناسب مهامها، فالقوامة مثلا جعلها الله للرجل، وهي لا تعني التحكم أو التسلط أو الظلم، ولكنها تعني الرعاية والحماية والأمان، وهذه أشياء تسعد بها المرأة إذا وجدتها في رجلها، قال تعالى:" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، وتظهر لنا من خلال الآية الكريمة مؤهلات فطرية تتمثل في القوة والقدرة على الكدح والعمل وتقديم العقل والتحكم في الانفعالات، ومؤهلات مكتسبة تتمثل في الإنفاق وتولي الأعباء المالية، والزوجة ليست ملزمة بالإنفاق حتى لو كانت غنية، فإن ساهمت وساعدت بطيب نفس منها كان ذلك نوع من حسن العشرة.
- أما المرأة فأدوارها تتمثل في حسن التبعل لزوجها، وحسن الرعاية لصغارها، ولا مانع من أن يكون لها دورا في خدمة نسائها ومجتمعها من خلال العمل الوظيفي، بشرط أن لا يكون ذلك على حساب زوجها أو أطفالها أو أنوثتها.
- ونحن إذ نوافق على حدوث الخلل نتمنى أن تتعاملي مع الأوضاع بهدوء حتى نتمكن جميعا من التصحيح، واجعلي نظرتك للرجل شاملة، فلا تقفي عند سلبيات الخاطب فقط، ولكن ضعي إلى جوارها الإيجابيات، فنحن جميعا بشر والنقص يطاردنا جميعا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، ثم شجعي من يرتبط بك على أن يتولى مهامه، ولا تعوديه القيام بكل الأدوار حتى لا يتعود على الاتكالية، ولا تنازعيه القوامة فهي بالنسبة لك ولكل أنثى متعبة، ولا تحملي كلامه أكبر مما يستحق، وثقي بأن المرأة لها تأثيرات إيجابية وكبيرة على زوجها ومن حولها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والحفظ والسداد.