السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري ١٩ سنة، وأشعر أني لا أحب الخير لنفسي ولغيري، وأتخيل دائما أنه سيصيبني أو يصيب الآخرين أذى، لا أستطيع أن أفكر بالآخرين أو بنفسي بشكل جيد، وكل شيء في حياتي يحدث عكس ما أريد، وهناك أشخاص أعرفهم، يحدث معهم الشيء الذي أتمناه، ولا يحدث معي، ولا أعرف ما السبب؟
وأحيانا أشعر أنني أحسد الآخرين من غير قصد، إذا أعجبت بشخص أو أي شيء، وحدث للشخص أو الشيء مكروه، أعتقد أنه بسببي، وأعرف أن هذه إرادة الله، وأنه يمكن أن يكون ليس بسببي، ولكني أشعر بالذنب، وأريد أن أتغير.
علما بأني أصلي، وأقرأ القرآن الكريم، وأستغفر أحيانا، وأدعو أن يغيرني الله للأفضل، ولكن لم يتغير شيء.
أتمنى أن يساعدني أحد وأن أتغير، وأحب الخير لنفسي وللآخرين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يخلو جسد من حسد، ولكن المؤمن يخفيه، والمنافق يبديه، وأنت بخير ما كتمت المشاعر السالبة، واجتهدت في دفعها، وحرصت على تمنى الخير لنفسك وللناس، وعودت نفسك الفرح بكل خير ينزل أو نعمة تتجدد.
وأهل الإيمان يرددون صباحا ومساء: اللهم ما أصبح بنا من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، وقد قال ابن عباس: "والله إني لأسمع بالغيث ينزل على القوم فأفرح دون أن تكون لي معهم سارحة وأغنام"، وهو بلا شك يؤجر على تمني الخير والفرح الذي ينزل بالناس، وفي هذا الشعور النبيل تربية للنفس على التخلص من الحسد.
ويمكن للإنسان إذا شاهد نعم الله تهبط على عباد الله أن يتمنى مثلها لنفسه، وتلك هي الغبطة، ويمكن أن يرفع حاجته إلى ربه كما فعل زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، عندما رأى نعم الله عند مريم عليها السلام، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فرفع حاجته إلى ربه، وكأنه يقول: يا من أعطيت مريم بلا حساب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، فجاءته الإجابة على وجه السرعة ممن يقول للشيء كن فيكون.
وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
- اللجوء الله وسؤاله سلامة الصدر.
- إخفاء ما في نفسك، ومقاومته والدعاء لمن تشعرين أنك تحسدينهم.
- التعوذ بالله من شر الحسد ومن شر الحاسد.
- ذكر الله والتبريك إذا أعجبك أي شيء لك أو لغيرك فيك أو فيهم.
- سؤال الله من فضله.
- حب نفسك والسعي في نجاتها، والفرح بنعم الله عليك.
- مدافعة الحسد حتى لا يتحول إلى غيبة أو أذية.
- إدراك حقارة الدنيا، وأنها لو أعطيت لشخص واحد لما كان بها غنيا، لأنها تفنى، ولأنها لا تكفيه، ولو كان لابن آدم واديان لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
- استمرى في التواصل مع موقعك، ونسعد بتنفيذ ما طلب منك، ونسأل الله أن يسهل أمرك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا رسالتك وهي بداية صحيحة وموفقة في طريق بلوغ العافية، ونسأل الله أن يطهر قلبك وقلوبنا من الشقاق والنفاق وسيء الأخلاق.