قلقة بشأن الزواج والارتباط، فأنا أخشى الفشل!

0 124

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، والحمد لله أحب الاجتهاد المستمر في شؤوني الدينية، عمري 23 سنة، حصلت على الماجيستر منذ سنة، خلال السنة الأخيرة من دراستي تقدم لي شاب هو أيضا في سنته الأخيرة من الدراسة، وأخبرني بأنه فور حصوله على وظيفة والاستقرار ستتم خطبتنا، أخبر والدته بذلك، وأنا أخبرت بدوري والدتي وأختي وخالتي بالأمر، وقمت بصلاة الاستخارة، وكان هناك ارتياح لذلك.

هذا الشاب كنت أعرفه في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نكن نتحدث بشكل مستمر، وكنت قد رأيته في مكان عام لبضع دقائق، فهو شاب ذو خلق عال.

المهم في كل مرة يخبرني بأن لديه ظروفا مادية وأخرى تتعلق بمشاكل لإقناع والده بموضوع زواجه، وأنه علينا أن نصبر قليلا، الأمر الذي يزعجني ويقلقني أنني لم أعتد أن أنتظر شخصا أو أن أتواصل معه بشكل مستمر، وأعلم أن ذلك لا يجوز، بصراحة في الأيام الأولى كانت محادثتنا قليلة وتهم فقط الجانب الدراسي وما إلى ذلك، بعدها أصبحنا نناقش أمور الزواج والمستقبل، مع مرور الوقت لم أعد متحمسة لموضوع الزواج، ولم أعد أحدثه بشيء، وكل هذا بعلم والدتي التي كانت دائما ترشدني للطريق الصواب، وأن أكف عن محادثته.

منذ أسبوع راسلني وأخبرني بأنه سيكلم والده في الموضوع في الأسبوع القادم، ولكنني أصبحت قلقة كثيرا، وأصبحت أشك إن كان يصلح لي كزوج صالح أتقاسم معه حياتي، أردت أن أقوم بصلاة الاستخارة للمرة الثانية ولكن لم أستطع لأسباب الدورة الشهرية، لم أعد أرغب كثيرا في هذا الارتباط الذي كنت جد متحمسة له، فهل تجدون أن زواجي به سيكون فاشلا؟ هل أتراجع وأرفض الزواج منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونبشرك بأن من ترجو ربها لا يمكن أن تفشل أو تخيب، ومن تسلك طريق الاستخارة والاستشارة لن تندم أبدا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا تستعجلي برفض الشاب المذكور، وانتظري رده بعد مفاتحته لوالده، واستمري في تجميد العلاقة حتى يأتي جوابهم النهائي، ونحيي وقوف والدتك معك وحرصها على إرشادك إلى الصواب، ونشكر حرصك على إرضاء الله.

لقد كان انطباعك عن الشاب جيدا، وشهدت له بالأخلاق، وقد سار في خطوات مقبولة من الناحية الشرعية عند إشراك والدته، وأدخلت أفرادا من أسرتك، والانطباع الأول أساس يبني عليه ولكل منكم الفرصة في أن يتقدم أو يتأخر.

وأجد في نفسي ميلا إلى إكمال المشوار، والمخاوف المذكورة لا توقف مشروع كانت بداياته ممتازة، كما أن الواقعية مطلوبة، ويصعب على الفتاة أن تجد رجلا بلا عيوب، كما أنه يصعب على الشاب أن يفوز بفتاة بلا نقائص، والحب من الرحمن، والبغض من الشيطان يريد أن يبغض لنا ما أحل الله لنا، وقد تعهد عدونا بأن يقعد على الصراط المستقيم ليصد طلاب الحلال والخير، فانتبهي لكيد عدونا، وأعطي نفسك فرصة وتواصلي مع موقعك، واستأنسي برأي والدتك وشقيقتك وخالتك، وأكرر مطالبتي لك بعدم الاستعجال فقرار الرفض أو القبول يحتاج إلى نظر وتأمل وتفكير؛ لأن مشوار الحياة الزوجية طويل وعامر بالمسؤوليات، ولا صمود إلا للبيوت التي تقوم على القواعد الصحيحة، ونتشرف بأن نشارككم القرار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.

وأرجو أن تدركي أن بعض التوتر الحاصل طبيعي وربما يزداد قليلا مع اقتراب المراسيم الفعلية؛ لأن الشعور بالمسؤولية والخوف من المستقبل ومشاعر التفكير في مفارقة الأهل والخوف من الإخراج الصحيحة للمناسبة، وكل ذلك مما يزيد في التوتر، ولكن كل ذلك يتلاشى مع أول ليلة في الحياة الجديدة فلا تستغربي من فتور الحماس، وأكثري من الدعاء، ورددي دعاء الاستخارة بدون صلاة حتى يزول عنك العذر الشرعي، فالاستخارة دعاء وسؤال للخير ممن بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وهذه وصيتنا لكم جميعا بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونوصيك بأن تتسلحي بالصبر فإن العاقبة لأهله، وتوكلي على ربك واستعيني به فإنه نعم المولى ونعم النصير.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات