السؤال
السلام عليكم.
مررت بمشاكل عديدة في حياتي وخرجت منها، ولكني الآن لم أعد أعرف ماذا يحصل لي، فأنا أصبحت أفكر كثيرا، حتى في الصلاة، وأتوهم أشياء، لا أعرف ماذا أفعل في حياتي، مرات أقول أفعل هذا الشيء ثم أرجع أقول لا، هل جننت أم أنا مريض نفسي؟
أنا خائف أن أقوم بشيء بدون إرادتي، مع العلم أنني كنت أتناول أدوية نفسية، أرجو من الله أن يشفيني، وأتمنى إعطائي تفسيرا لهذا المرض.
أعاني من اكتئاب، لأني أبقى أفكر وسارح لا أعرف هل اضطربت شخصيتي! أنا متزوج ولا أعرف هل سأشفي أم لا؟ لا أعرف هل سأبقى متزوجا أم لا؟ لا أستطيع التركيز أو اتخاد القرار، فأنا تائه حتى العمل لا أعرف هل أذهب إليه أم لا؟ وليس عندي هدف، وأتناول اmertabene 30mg olanzapine 2.5 mg abilify 10mg
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك - أخي - على التواصل مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: التنازع الفكري وتشتت الأفكار وتداخلها وتباينها والوسوسة حولها قد تصيب الإنسان، وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك.
الفكر السلبي والفكر الوسواسي يجب أن يقاومه الإنسان، أنا لا أريدك أبدا أن تستسلم لهذه الأفكار المتناقضة، عليك أن تطردها، أن تحقرها، وأن تستجلب أفكارا إيجابية، أفكارا سوية، أفكارا منضبطة، وهذا ممكن جدا وليس صعبا.
عدم قدرتك على التركيز قطعا مصدرها هو هذا التشابك في الأفكار وتداخلها، وأنا أرى أن تشابك أفكارك وما ينتابك من تساؤلات داخلية هو نمط وسواسي في التفكير، وأرجع مرة أخرى وأقول أن التفكير من هذا النوع يحقر، واحكم على نفسك دائما بأفعالك، كن شخصا إيجابيا في أفعالك، تواصل اجتماعيا، أد صلواتك في وقتها في المسجد مع الجماعة، كن متفائلا، لديك التزامات أسرية لا بد أن تقوم بها، وهذا يصرف انتباهك عن الخلل في التفكير الذي ينتابك.
وأنا أفضل أن تراجع طبيبك أيضا ليقوم بمراجعة الأدوية التي تتناولها. الإبليفاي والأولانزبين هنالك تشابه كبير جدا فيما بينهما، والمريتابين أعتقد أنه الميرتازبين، وهو أيضا دواء ممتاز، يحسن المزاج ويحسن النوم، لكنه لا يعالج الوساوس.
أرى أنك ربما تحتاج لأن تتوقف من الأولانزبين أو الإبليفاي، ربما يكون التوقف من الأولانزبين أفضل، وتعطى أحد الأدوية المضادة للوساوس، مثل الفلوكستين والذي يسمى (بروزاك)، وربما تخفض جرعة المريتابين إلى 15 مليجراما - أي نصف حبة ليلا - هذا قد يكون كافيا جدا، لكني لا أريدك أن تتخذ أي خطوة لتغيير العلاج على الأسس التي ذكرتها لك إلا بعد أن تقابل طبيبك، ناقش الأمر مع الطبيب، وطبيبك قطعا هو صاحب القرار الأول والنهائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.