توهم المرض والخوف منه لا يكاد يفارقني

0 106

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة نفسية، إلا وهي أني أتوهم المرض، أنتهي من شيء وأبدأ بشيء ثان، أذهب إلى الأطباء وخسرت وقتي ومالي، تعبت من هذا الشيء، في كل مرة أقول إن بي كذا، وأقرأ الأعراض وتطابق نفس أعراضي، تعبت وأتعبني الموضوع، كل فترة جزء من جسمي يوجعني، فأقعد أقرأ عنه وأوسوس في الشيء، وتزداد معي الآلام لكثرة التفكير فيه، وانشغال بالي فيه.

أريد حلا، تعبت نفسيا وجسديا من التفكير الزائد بالآلام لدرجة تصبح وجعا دائما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوهم المرضي من هذا النوع أو ما يسمى بالمراء المرضي، وفي مثل سنك، حيث إنك صغير في السن، وهذه هي فترة بداية الشباب، من المفترض أن تكون طاقتك طاقات متجددة وقوية وعظيمة، كثرة الشكاوى الجسدية وافتقاد الفعالية الجسدية والنفسية قد يكون سببه التكاسل، وعدم ممارسة الرياضة وضعف القدرة على إدارة الوقت، وعدم تحديد أهداف في الحياة، الإنسان ينغلق حول جسده إذا لم يكن لديه تطلعات وآمال وبرامج حياتية مفيدة.

فالذي أطالبك به هو، أولا: أن تضع لنفسك أهدافا، هدفك في هذه المرحلة يجب أن يكون التميز العلمي، التحصيل الدراسي، الارتقاء بنفسك على المستوى الاجتماعي، ممارسة الرياضة لتبني نفسك وجسدك، بر والديك، الحرص على التعلم كل متطلبات دينك وعقيدتك من مصادرها الصحيحة، وأن تحافظ على صلاتك في وقتها، وأن تكون شخصا محبوبا على النطاق الاجتماعي، تقوم بالواجبات الاجتماعية، لا تتكاسل ولا تتراجع أبدا عن ذلك، ويكون لديك صداقات ممتازة مع الصالحين من الشباب بهذه الكيفية يتحول اهتمامك بجسدك إلى ما هو أرفع من ذلك.

وفي ذات الوقت أنت تحافظ على جسدك، حين تنتظم في الرياضة، حين تنام مبكرا، حين تهتم بغذائك هذا يعني أنك لم تهمل جسدك، فأنا أريدك أن تسير على هذا المنهج، منهج التركيز على الفعاليات، وأن تكون مفيدا، وأن تكون لك آمال وطموحات، هذا هو الذي يخرجك مما أسميته بالتوهم المرضي، وأنصحك أيضا بأن لا تقرأ كثيرا عن الأمراض، خاصة أنه توجد معلومات بعضها خاطئة ومتباينة، وهذا في حد ذاته سبب الكثير من الخلل للناس حول مفاهيمهم نحو المرض.

من المهم أيضا أن يكون لك مراجعات دورية عند الأطباء، مرة واحدة كل 6 أشهر، أي مرتين في السنة اذهب إلى طبيب الأسرة لتجري الفحوصات الدورية، هذا قطعا يجعلك تطمئن.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به أيها الابن الكريم، وأرجو أن لا تتكاسل أبدا في بناء مفهوم جديد نحو الصحة، أن تكون مثابرا، أن تكون مجتهدا لترتقي بصحتك النفسية والجسدية، وهذا يكون مبنيا على الأسس التي أرشدتك إليها.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات