السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أشكركم على هذا الموقع المفيد، وجزاكم الله عنا كل الجزاء لما تقدمونه من معلومات تهمنا.
سؤالي هو: منذ شهر أصبت بالتهاب العصب السابع بسبب لفحة هواء، شخصني طبيب الأعصاب بناء على ما رأى دون أي فحص بأي جهاز، أخذت الكورتيزون بناء على وصفته، ولم أكن أعاني من أي آلام، علما أنني كنت حامل بالشهر الثامن.
الآن وأنا بالشهر التاسع ومنذ فترة أسبوع بدأت أعاني من ألم في الجهة اليسرى من رأسي تحديدا من الخلف، وعند الضغط على مكان الألم يشتد، ثم ترافق ذلك مع ألم في الأذن اليسرى وما يحيطها، ثم ألم في الأسنان، علما أن لدي ضرس عقل شبه تالف، وضرس آخر مكسور ولم أستطع معالجتهم بسبب الحمل.
ما هو تقييمكم للموضوع؟ أرجو إفادتي؛ لأني أعاني وساوس شديدة، وأشعر باكتئاب شديد، وأخاف زيارة الأطباء، شاكرة لكم جهودكم، وأعتذر على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- لكن وبما أن الطبيب قد قام بفحصك وطمأنك، وقال لك بأن سبب شلل العصب عندك هو التعرض لهواء بارد، فسيكون قد قام بفحص دقيق لوظيفة هذا العصب واستنتج بأنه ليس هنالك سبب آخر أو خطر -لا قدر الله-، فتشخيص مثل هذه الحالات يعتمد على الفحص السريري أو الفحص في العيادة، ونادرا ما يتطلب عمل تصوير للرأس أو الصدر أو عمل أي تحاليل للدم.
إذا كان بدء الحالة عندك مفاجئ، وبدأت بالتحسن على الكورتيزون، وإذا كانت الآلام التي تشعرين بها الآن قد ظهر بعد ظهور أعراض شلل العصب، فهذا يؤكد بأن سبب الشلل هو سبب مؤقت أو عابر، وليس ناتج عن سبب في داخل الرأس -لا قدر الله-، وهنالك أسباب كثيرة قد تسبب شلل العصب السابع غير التعرض للبرد منها: الإصابة بالأنفلونزا، أو التهاب الأذن الوسطى، وحتى الحمل نفسه فقد يسبب التهاب العصب السابع، وطالما أن البدء فجائي، وهنالك استجابة على العلاج، فالأمر سيكون مطمئنا، وسيشفى العصب ويعود إلى عمله في خلال 3 أسابيع -بإذن الله تعالى-.
بالطبع -يا ابنتي- هنالك احتمال لأن يكون سبب الآلام التي تشعرين بها ناتج عن التهاب في الأضراس المكسورة عندك، فالالتهاب في أي ضرس قد يسبب آلاما انعكاسية متعددة تظهر في كل المناطق التي ذكرتيها، ويمكنك علاج أضراسك حتى خلال الحمل، فليس هنالك أي مانع لذلك، وحتى لو استدعى الأمر إعطاء التخدير، فلا ضرر عليك ولا على الحمل -بإذن الله تعالى-، بل على العكس؛ لأن ترك الأضراس معرضة للالتهاب سيكون ضرره أكبر بكثير من ضرر علاجها خلال الحمل، لذلك أنصحك -يا ابنتي- بعدم تأجيل علاج أضراسك، بل البدء بعلاجها من الآن.
أسأله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يتم لك الحمل والولادة على خير.