فرط الشعرانية الولادية لدى البنات وكيفية معالجتها

0 458

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الأعزاء، مشكلتي تكمن في بناتي اللواتي يبلغن الخامسة والثالثة من العمر، فهن كثيفات الشعر بشكل غير معقول، وفي كل مكان حتى في الظهر وأصابع اليدين والقدمين والوجه والأنف.
علما أن في جسدي أنا أيضا شعر ولكنه عادي (خفيف)، ولأنني أشعر بالألم الكبير كلما نظرت إليهن، قررت أن أكتب لكم هذه الرسالة، وسؤالي هو: هل من طريقة تقليدية كانت تتبعها الجدات في القضاء على هذا الشعر قبل سن البلوغ مثل نبات السعد أو خصيتي الديك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وهيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تصفيه هو فرط الشعرانية أو زيادة الشعر، وهذا التشخيص هو عام، ويحتاج بعض التفصيلات للوصول إلى نوعه وتحديد مستقبله.
إن الشعرانية الولادية نادرة، وهي:
1- إما ذات الشعر الأبيض الذي يشبه شعر المولود الذي يغطي جسمه، ولكن لا يسقط ويستمر، والحالات في العالم معدودة وقليلة جدا.

2- أو نفس الشعر السابق يستمر ويصبح كشعر البالغين الأسود النهائي ومنتشر.

3- أو هو الشعر الموجود على الوحمات، ويكون موضعا على الوحمة، علما بأن الوحمات تزيد أو تنقص بالحجم، والوحمات هي أكثر حدوثا من الحالتين الأولى والثانية المذكورتين أعلاه.

وأما الشعرانية المكتسبة، وهي التي لا تظهر مع الولادة بل تتأخر عن ذلك، فهي مجهولة السبب، ولكن قد تتصاحب ببعض الموجودات السريرية غير الطبيعية، مثل تشوهات الأسنان، أو مرض القلب (ضخامة القلب) أو إصابات رئوية، أو تشوهات الغضاريف وغيره مما لا يخفي نفسه.

منها ما يغطي مواضع غير مشعرة أصلا مثل ظهر الأنف، والأجفان العليا، وهذا النوع يحتاج تحري واستقصاء لنفي احتمال الأمراض الخبيثة في المستقبل؛ لأن الشعر ينمو في غير موضعه.

وهناك بعض الأمراض الاستقلابية، مثل مرض البورفيريا الذي قد يتميز بالشعر غير الطبيعي المكتسب (Porphyria cutanea tarda).

هناك بعض الأدوية عن طريق الفم تؤدي إلى الشعرانية، مثل السيكلوسبورين، وهناك بعض الأدوية الموضعية تؤدي إلى الشعرانية، مثل الكورتيزونات الموضعية أو المينوكسيديل.
مهما يكن من سبب فالتدبير غالبا واحد، وهو الطرق التي تخلصنا من الشعر الزائد، ومن ذلك:

1- الحلاقة المتكررة .

2- التخثير الكهربائي.

3- التخثير الكيميائي Chemical epilation.

4- استعمال الشمع أو الحلاوة المتكرر.

5- الليزر، وهو العلاج النهائي والفعال، ولكن يحتاج إلى جلسات متكررة، وهو أكثر الطرق فاعلية وكلفة.

إن اختيار الطريقة المناسبة تعود لحالة المريض وسنه ومدى المعاناة، وكذلك وعي المريض للمشكلة وتقديره لخطورتها أو إزعاجها له، والقدرة المالية على توفير العلاج.

ختاما: هناك بعض الحالات التي فيها زيادة نسبية في الشعر دون أن يعني ذلك أنها إحدى الحالات المذكورة أعلاه، وهذا يدخل في حدود التمايز والتفاوت بين الخلق كالطويل والقصير والبدين والنحيف، وأظن أن الحالة التي تذكرها تدخل في هذا الإطار، إطار التفاوت السليم، ولا ضرورة للعجلة في العلاج، بل نتركهن حتى يكبرن، ونتأكد من عدم وجود شيء داخلي، ونسأل الله تعالى لهن الحياة السعيدة، فهو على كل شيء قدير.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات