السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي في موقع إسلام ويب، أولا جزاكم الله خيرا لجهودكم في مساعدة الناس، ولا نملك إلا أن نقول جزاكم الله خير الجزاء وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
مشكلتي كالتالي: أستيقظ من النوم في غالب أيامي مع شعور بألم في الساقين، كأنني كنت في مشي طويل، وكأنني لم أنم لثماني ساعات، مترافقا مع اضطراب شديد في المزاج لا أستطيع معه القراءة، وحتى الصلاة أؤديها بصعوبة بالغة حيث أني لا أستطيع التفكير جيدا.
المشكلة هذه تأتي في غالب أيامي منذ مدة طويلة تتجاوز الـ 10 سنوات ربما، وأحيانا أيامي تكون جيدة وأصحو وأنا بصحة جيدة، لكن الغالب هو الحالة التي ذكرتها، مع شعور عام بالتعب بعد الاستيقاظ، وأعاني كذلك من رعشة في يدي، تزيد عند الجوع وتذهب عند المشي.
عمري 38 سنة، لا أشرب القهوة ولا الشاي إلا قليلا جدا، ولا أدخن، وأمارس رياضة المشي كثيرا، عملت تحاليل للغدة الدرقية وفقر الدم وكانت سليمة.
أعرف حجم العمل الذي تقومون به، لكن مشكلتي أرقت حياتي فمنعتني من صلاتي، وتقدمي العلمي، بسبب عدم قدرتي على القراءة، فأنا كثير النسيان وقليل التركيز.
ودمتم بخير وبركة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر إن كنت قد أجريت تحليلا للفيتامين (د) فهو من أهم الأسباب التي تسبب آلاما في الساقين وفي عظام وعضلات الجسم، ومن ناحية أخرى، فإنه من المهم معرفة مكان توضع الألم في الساقين، وإجراء صورة للساقين بالأشعة العادية، فهناك أسباب عديدة لآلام الساقين، منها:
1- نقص الفيتامين (د).
2- مرض الساق المضطربة (irritable leg syndrome)، وهذا يسبب آلاما عند الراحة وقبل النوم، ويكون بشكل آلام أو عدم راحة في الساقين، أو أحيانا يشكو بعض المرضى على أنه مثل الاضطراب في الساق، وفي أماكن أخرى مثل الفخذ، ويضطر المريض أن يتحرك ويضغط على الرجل؛ حتى تتحسن الأعراض، ومتى نام المريض فإنها عادة لا توقظه، ولو أنها في بعض الأحيان تزداد في النوم.
3- التهاب الأعصاب: إن كانت الآلام في منطقة معينة قد يكون بسبب التهاب في أحد الأوتار، أو الأكياس القريبة من الركبة، أو الكاحل إن كان الألم قريبا من الركبة أو الكاحل.
أما رعشة اليدين فعلى الأكثر عندك هي بسبب الجوع ونقص السكر، وهناك أسباب عديدة للرعشة، وأذكرها هنا حتى تعرف إن كانت تنطبق على حالتك؛ لأن الفحص الطبي مهم في مثل حالتك، وأنت لم تذكر ماذا كان تشخيص الطبيب بعد أن فحصك:
1- كثرة تناول المنبهات: كالشاي، والقهوة وقد ذكرت أنك لا تشرب المنبهات.
2- قلة النوم، وكثرة السهر، والإجهاد العضلي وهذا يختفي مع الراحة.
3- القلق والتوتر أو الوقوف أمام الناس، وهذا يسمى بالقلق الظرفي، ويقصد به المخاوف التي تأتي للإنسان عند المواجهات، وأحيانا دون مواجهة، والسبب في ذلك أنه غالبا ما يكون لدى الشخص الاستعداد -أصلا- للقلق والتوتر، وهذا لا يعتبر مرضا، إنما هي ظاهرة تشاهد لدى كثير من الناس.
4- هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب الرعشة، مثل: أدوية الربو، والكورتيزون، وأدوية أخرى، إلا أنك لم تذكر أنك تتناول أي أدوية.
5- لدى كبار السن قد يحصل رجفة في اليدين وفي الجسم، وهي تحصل مع الراحة، وتسمى مرض (باركنسون)، وهي لا تنطبق عليك؛ لأن الرجفة عندك تظهر مع العمل.
6- هناك رعشة تحصل لدى بعض الناس عند الغضب والانفعال العصبي، وتختفي عندما يعود الشخص إلى طبيعته.
7- وهناك رجفات -أيضا- تحصل نتيجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه تكون رعشة خفيفة، وتكون مترافقة مع نزول الوزن والإسهال، وتحاليل الغدة عندك طبيعية.
8- من أسباب رعشة الأطراف -أيضا- نقص السكر، وهذا يسبب -أيضا- الشعور بتعرق بارد وخفقان، والإحساس بالجوع وعلى الأكثر إن هذا هو سبب رجفة اليدين عندك.
9- هناك رجفة ناجمة عن اضطراب في المخيخ، إلا أن هذه الرجفة تترافق مع اضطراب في التوازن وهذا ليس عندك.
10- هناك ما يسمى بالرجفة البدئية أو (الردغة) يمكن أن يظهر في أي سن، وبعض الحالات يكون هناك شخص آخر في العائلة عنده نفس الرجفة، إلا أنه يمكن أن يكون المريض هو الوحيد الذي يشكو من هذه الرعشة في 50% من حالات الرجفة البدنية، وتكون الرجفة مع تناول الطعام والشراب، وسكب السوائل، والكتابة والحركة، وتزداد مع القلق، والإعياء والجهد، والتمارين الرياضية، وتناول المنبهات، وتخف مع الراحة والارتخاء.
فكما ترى فإن معظم هذه الأسباب لا تنطبق عليك ما عدا رجفة الجوع، نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.