السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولا ـ أشكر الدكتور محمد على سعة صدره وعلى تجاوبه معي.
سبق وأن استشرتك عن حالة أختي، صاحبة الاستشارة رقم 238423، وذكرت أنها تعاني من اكتئاب مزمن منخفض الحدة واضطرابات في المزاج، وعولجت ولم تعد لطبيعتها، وكانت تعاني من عدم الشعور بكيانها وشخصيتها، جاءتها صدمات قوية أفقدتها التركيز وأصبحت ذاهلة عن نفسها؛ فشخصت حالتها على أنها فصام اكتئابي.
سؤالي: البنت طبيعية ومرتبطة بالواقع، لا تعاني من أي هلاوس أو ضلالات، وتفكيرها منطقي وطبيعي، من يخالطها لا يلاحظ شيئا سوى الحزن والتشاؤم والسخط على الحياة.
سؤالي: هل عدم شعورها بنفسها ـ كما ألاحظ ـ وهروبها من تصديق ما حصل لها في الواقع كاف لتشخيص المرض على أنه فصام اكتئابي، أتمنى العودة للاستشارة السابقة حتى تتضح الصورة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوهرة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
جزاك الله خيرا على سؤالك واهتمامك بأمر أختك.
أولا: ربما لا يكون من الدقة أن تشخص بعض الحالات من خلال هذه الاستشارات، فكثير من المرضى تتطلب حالتهم الفحص والمناظرات المتعددة؛ حتى يتمكن الطبيب -مهما كان حاذقا- من الوصول إلى التشخيص الصحيح.
ثانيا: لا شك أن جانب الاكتئاب هو المسيطر الأكبر في أعراض شقيقتك، لكن عدم تأكدها من ذاتها بصورة مستمرة يعطي إشارات إلى وجود اضطراب مصاحب مثل الفصام، علما بأن الفصام ليس كله سيئا أو بالصعوبة التي نتصورها، كما أنه ليس من الضروري أن يفتقد الإنسان الارتباط بالواقع في حالات الفصام، فهنالك أنواع عدة من هذا المرض، وربما لا تتأثر معظم الملكات الإنسانية إلا إذا كان المرض مطبقا.
بالرغم من احترامي لخصوصية وأسرار مرضانا، إلا أنه لدينا مرضى يعانون من بعض أنواع مرض الفصام، وهم يعيشون ويتواصلون ويؤدون أعمالهم بصورة طبيعية.
الشيء الهام هو أن هذه الأخت الفاضلة تعاني من مرض الاكتئاب مع احتمال وجود الأعراض الفصامية أو الذهانية البسيطة، وهذا الأمر ضروري أن نضعه في الحسبان؛ لأن إضافة الأدوية المضادة للذهان تعتبر ضرورية في مثل هذه الحالة، وهي لن تعود بأي ضرر عليها، حتى وإن لم توجد أيا من مكونات الفصام، ولكن الضرر سيكون أكبر إذا وجد أي دليل -وإن كان بسيطا- على أنها تعاني من حالة ذهانية ولم يتم علاجها، وربما يكون من الأجدر أن تعرض هذه الأخت علي طبيب نفسي.
وبالله التوفيق.