لماذا مع كثرة الإلحاح في الدعاء لم يستجب لي؟

0 86

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة طويلة وأنا أدعو الله تعالى بأمر معين، أدعو بصدق ومن كل قلبي، وإلى الآن لم يستجب دعائي، لدرجة أني أصبحت أشعر باليأس والإحباط في لحظات معينة، رغم ذلك لم أترك الدعاء، وأنا مواظبة عليه بشكل دائم والحمد لله.

أذكر أني منذ فترة قصيرة شعرت بشيء غريب في قلبي؛ حيث كنت جالسة، ولم أفكر بشيء، شعرت بهاجس في قلبي ينبئني بأن العاقبة جميلة، وأن الفرج قريب، هذا الأمر كان قصيرا، لم يتجاوز ثلاث ثوان، لم أكن المبادرة فيه، ورافقه إحساس كبير بالغبطة، وانشراح الصدر، ونوع من الرعشة، الإحساس كان في غاية الروعة، وتمنيت لو أنه طال.

بعد ثلاث دقائق استغربت كثيرا من هذه الشعور الذي لم أستطع تفسيره، استغربت كثيرا؛ لأني لا أرى أي دليل لفرج قريب، حتى في الأفق البعيد.

راودني هذا الخاطر مرات أخرى بنفس الشعور، ولم ينتج عنه تفكير معين.

أنا أرغب كثيرا بتفسير هذا الشعور، خاصة أني لست صاحبة حدس أو فراسة، فما نوع هذا الداخل؟ هل ممكن أن يكون نوعا من الإلهام الإلهي المبشر؟ هل من الممكن أن يبشر الله عباده عن طريق الخواطر أم هو مجرد إحساس لدى إنسان انتابه اليأس لتحقيق شيء من الاتزان النفسي الداخلي؟

بارك الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام188 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، وكان الله في عونك.

بداية: أنت على خير كبير، بكونك تلجئين إلى الله بالدعاء والتضرع إليه، ومستمرة على ذلك، وأبشري فإن الفرج قريب بإذن الله تعالى.

وأما لماذا يتأخر إجابة الدعاء؟

والجواب على هذا: أنصحك بالاستمرار في الدعاء أكثر، فالمرء لا يعرف متى يستجاب له، ثم إنه إذا لم يحصل إجابة الدعاء، فإن لك أجرا في الآخرة، ولك أيضا أن الله يصرف عنك سوءا كان يمكن أن يقع، ولكن الله صرفه عنك بسبب الدعاء، فعن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم يدعو بدعوة، ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ". قالوا : إذن نكثر. قال : " الله أكثر ". رواه مسلم إذن استمري بالدعاء، كما قال الصحابة إذن نكثر، فقال صلى الله عليه وسلم" الله أكثر "، ثم من المعلوم أن الإجابة قد لا تحصل بسبب البعد عن الله، قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" [ سورة البقرة اية ١٨٦ ]، ثم اعلمي أن من موانع إجابة الدعاء الاستعجال في إجابة الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)) قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" رواه مسلم.

ومن موانع إجابة الدعاء كذلك ترك اليقين في الدعاء، أو الدعاء باللسان دون حضور القلب، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه "رواه الترمذي.

والمهم عليك ترصد الأزمنة والأمكنة الشريفة، واغتنام الأحوال التي يجاب فيها الدعاء كالسجود وفي وقت السحر حتى تكون الإجابة على قلبك أغلب من الرد، وعليك أن توقني أن الله لا يخيب سعيك لسعة كرمه وكمال قدرته وإحاطة علمه لتحقق صدق الرجاء وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا.

وأنا أحيي فيك أن لديك ثقة بالله، ولديك حسن ظن به، فلا تقلقي من تأخر إجابة الدعاء.

وأما سؤالك ما نوع الداخل الذي طرأ في نفسك بأن العاقبة حسنة؟ فالجواب: هذا نوع من الشعور بالطمأنينة الذي يجعلها الله في قلوب عباده الموقنين بإجابة الدعاء، وقد ذكر بعض أهل العلم بأن الذي يكثر من الدعاء ثم يجد في نفسه شعورا بأن الله سيفرج همه، فهذا مبشر من الله تعالى، فأبشري بخير.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات