السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالب بالثانوية، وقد دعوت الله في يوم ما أنه إذا فعلت ذنبا ما أن لا يحقق لي أمنيتي التي أتمناها، لكن للأسف الشديد فعلت هذا الذنب، فهل يجوز الدعاء بهذه الأمنية مرة أخرى أم أفقد الأمل في استجابتها بسبب عمل الذنب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك النجاح والآمال.
ليس من الصواب أن يدعو الإنسان على نفسه أو ماله أو أهله إلا بخير؛ لأنه قد يوافق لحظة فيها الاستجابة فيقع الشر وتحصل الندامة، وهناك نهى من النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ..."، وأرجو أن تعود نفسك الدعاء بالخير لنفسك وللآخرين، وهناك من عود لسانه أن يقول حتى عند الغضب: الله يهديكم، الله يصلحكم، ونحوها من الأدعية الجميلة، ويمكن أن تدعو الله الكريم الرحيم أن يقلب كل دعاء دعوته على نفسك أو على من تحب أن يحوله إلى خير ومغفرة لمن دعوت عليهم.
وأنت مطالب بترك الذنب، ومطالب بالتوبة إن حصل منك الذنب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا تدعو بالأمنية السابقة مرة أخرى، وتجنب الوقوع في الذنب، ولا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه، وإياك والتمادي في العصيان، لأن ربنا يستر على الإنسان ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان، هتكه وخذله: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أنه لا بد لمن يكثر القرع للأبواب أن يلج، فارفع حاجتك إلى الكريم الوهاب الذي لا يعاملنا بما نحن أهله، ولكنه يعامل خلقه بما هو أهل له من العفو والكرم.
فكرر الدعاء بأمنيتك بل وبكل أمانيك؛ فإنك تسأل القائل: (واسألوا الله من فضله إنه كان بكل شيء عليما)، ولا تحاول مرة أخرى التضييق على نفسك بمثل ذلك الدعاء على النفس أو تلك الاشتراطات ولا تفقد الأمل، وأحسن الظن بربك ومولاك، واسأله أن يتوب عليك وأن يحفظك ويتولاك.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويهديك، وأن يصلح لك النية والعمل.