السؤال
السلام عليكم
كنت متفوقا بالثانوية -والحمد لله- درست تلك المرحلة بجد كبير، وحصلت على معدل عال، ثم دخلت كلية الطب وصار ذلك التفوق كسلا وإهمالا، مع أنني كنت أحاول جهدي أن أستطيع على الأقل أن أنجح في المواد ولو على أضعف الدرجات فقط، لكني لم أستطع، وكنت أعيد السنوات حتى وصلت للسنة الثالثة، وغيرت تخصصي إلى هندسة برمجيات، كنت أعاني وأنا بكلية الطب من التعب المزمن، لا أعرف لماذا، حتى أنني راجعت عدة أطباء منهم أطباء نفسيين، ووصفوا لي دواء نفسيا ارتحت عليه، ولكن أدائي لم يتحس مع ذلك.
كنت أعاني من نوبات هلع وقلق ونوبات قلق وخوف، لا أعرف من ماذا! وانقطعت عن الدراسة مدة سنة تقريبا، وانتقلت إلى هندسة البرمجيات كوني هاويا للكمبيوتر وبرامجه، وفي هندسة البرمجيات كانت الأعراض أخف بكثير، لكنها موجودة، ولكن لازلت أعاني من التعب والإجهاد حتى بعد تخرجي وتوظفي، حيث طردت من عملي مرتين، ولأني حائر من ماذا أعاني، فأنا حقا تعبان واحترت بأمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالوهن والضعف والإجهاد النفسي والجسدي قد يكون مؤشرا لوجود اكتئاب نفسي، مع أهمية أن يتأكد الإنسان من صحته الجسدية؛ لأن فقر الدم مثلا، انخفاض فيتامين ب 12، فيتامين د، انخفاض أداء الغدة الدرقية، هذا كله أيضا قد يقلل من الطاقات الجسدية والنفسية، إذا إجراء الفحوصات العامة مهم، وذلك يعني أن تذهب إلى الطبيب المختص، والأمر الثاني أنت محتاج أن تكون تحت إشراف طبيب نفسي مقتدر، فأرجو أن ترتب لهذا وتنتظم في مقابلتك مع الطبيب، ومن خلال التوجيه والإرشاد النفسي، وتناول الدواء متى ما كان ذلك ضروريا سوف تتحسن أحوالك.
أنت أيضا محتاج للرقية الشرعية وقبل ذلك يجب أن تحرص على أداء الصلاة في وقتها، والأذكار وأن يكون لك ورد قرآني يومي، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يزيل عنك الهم والغم والعجز والكسل، والإنسان يمكن أن يغير نفسه، يمكن أن يغير فكره، وسلوكه، وأفعاله، وهذه هي ميزة العقل الإنساني والإدراك والتمييز الذي حبانا الله تعالى به.
أنت صغير في السن وعليك أن تدخل الحياة بفكر جديد وتوجه جديد، ولا تأس على ما فاتك أبدا، أهم شيء تتعلمه هو الإصرار على إدارة الوقت بصورة صحيحة، تخصص لكل نشاط وقته، والأنشطة يجب أن تشمل ممارسة الرياضة فهي تجدد الطاقات، ويجب أن تشمل الترفيه عن النفس بصورة طيبة، ويجب أن تشمل التواصل الاجتماعي، وكل شيء يخصص له وقته حتى العبادة، وعليك أن تبني علاقات اجتماعية جيدة، أن تقوم بواجباتك الاجتماعية من زيارات وتلبية للدعوات، وهذه من أحسن السبل لتحسين المزاج وإزالة الهلع والخوف والقلق، عبر عما بذاتك، ولا تكتم؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، أما التفريغ النفسي فيساعد الإنسان كثيرا على أن تتحسن أحواله النفسية والجسدية.
كن شخصا نبيها وفاعلا في أسرتك، لا تكن مهمشا ولا تعيش حياة ترافيه، مساهماتك في تطوير أسرتك سيكون لها وقع حسن جدا عليك، بر الوالدين يجلب لك خيري الدنيا والآخرة أرجو أن تتبع ما ذكرته لك.