لا أشعر براحة البال وأفكر في المستقبل كثيرا

0 90

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي أنني لا أشعر براحة بال معظم وقتي، ودائم التفكير في أمور مستقبلية، ربما بسبب البيئة والظروف التي نشأت بها لأنها كانت صعبة، أو بسبب أمور أخرى كأن تربيت أن أكون شخصا جادا من الصغر، علما بأني أبلغ من العمر الآن ٢٢ سنة، وأدرس خارج البلاد، والحمد لله أحاول أن أحافظ على الدين قدر المستطاع.

قد لا يظهر علي أني شخص كثير الهموم والتفكير، ويبدو علي دائما أني طبيعي، ولكني من الداخل نادرا ما أحس براحة أو سعادة.

يمكنكم القول أني شخص سريع الغضب والعصبية، وحساس بعض الشيء، عندما يطلب مني شخص حاجة أو معروفا لا أستطيع الرفض، أشعر بأن لدي اهتمامات غريبة غير الجميع، فلا أحس أن أحدا يهتم لها عندما أحدثهم عنها، ولا أحس أنه لدي روح الترفيه.

أحس أن الناس دائما ينظرون إلي على أنني شخص جاد، مع أنني في أغلب الحالات أكون أمازحهم، قليل الكلام والسرد وعندما لا يكون هناك شيء أبقى هادئا وصامتا، وكثير التخطيط والتفكير والسرحان، وقد أكون سعيدا طول الوقت، وفي لحظة يتغير وضعي.

أشعر بملل وفراغ كبير دائما، على الرغم من أني أحاول دائما أن أشترك بنشاطات أو أفعل أي شيء مفيد لأملأ وقتي وذاتي، ولكن دون جدوى.

هل لهذه الخصال التي لدي لها تأثير على كوني مرتاح البال؟ وكيف يمكنني أن أكون مرتاحا دائما؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل لله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي حالتك ليست مرضية، قطعا هي ظاهرة لكنها ظاهرة مهمة.

أنا أعتقد أنك تعاني من القلق المقنع القلق الداخلي، وحاليا لا يظهر عليك شيء كما تفضلت، وأيضا طريقة تفكيرك -أخي الكريم- مع كامل الاحترام لا تخلو من بعض السمات والمناحي الوسواسية، طريقة تحليلك للأمور ونمط تفكيرك وسواسي، وهذا يؤدي حقيقة لسرحان وضعف التركيز، وفي بعض الأحيان سوء التأويل، والشعور بالملل والضجر.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تحسن إدارة وقتك، وأن تمارس الرياضة بكثرة هذا أمر مهم جدا، وأن تحرص على عباداتك: الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، أذكار الصباح والمساء، وأن تبني علاقات اجتماعية راشدة هذا مهم جدا.

لا تطلق أحكاما مسبقة حول ذاتك أو الآخرين أو حتى حول المستقبل، اجعل التفاؤل هو ديدنك، حاول أن تعبر عن نفسك، لا تكتم، فالكتمان يؤدي إلى تفاعلات واحتقانات نفسية سلبية جدا.

أنت الحمد لله تعالى في بداية سن الشباب، والله تعالى حباك بطاقات كثيرة، فكن إيجابيا في تفكيرك، استغل هذه الطاقات لتبني حياة طيبة فيما يأتي إن شاء الله تعالى، لا تأس على ما فاتك، وقضية التربية والبيئة والنشأة هذه أمور حولها خلاف كثير، وحتى إن رأى الإنسان أن تربيته كانت لا تخلو من مخاشنات وأنها غير طيبة فيجب أن ينظر للحاضر بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، أنت الآن في المراحل الإدراكية التامة ولديك استبصار كامل، فكن إيجابيا ولا تلتفت إلى الماضي.

أيها الفاضل الكريم: إذا تناولت أحد مضادات القلق البسيطة ومحسنات المزاج ومضادات الوساوس أعتقد أن ذلك سوف يفيدك، دواء واحد سيؤدي كل هذا الدور إن شاء الله تعالى، إذا كان لديك الرغبة، وأنا طبعا أنصحك فهذا واجبي، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فاذهب، وإن لم تستطع فالدواء الذي أفضله في حالتك يسمى سيرترالين، هذا اسمه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة أشهرها زوالفت ولسترال.

إن كنت تعيش في فنزويلا -كما يظهر من تعريفك لاسم دولتك- ربما تجده تحت اسم تجاري آخر، هو دواء سليم جدا وبسيط وغير إدماني، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بجرعة نصف حبة أي 25 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة 6 أشهر وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفضها على نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات