كيف لي أن أنصح من يستهزئ بي؟

0 89

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا الحمد لله إنسان ملتزم، وأتوب كل مرة، وأضعف للشهوات، لكن المشكلة أني أدرس في مدرسة مديرها كافر، والصفوف من الصف ١١ (ثاني ثانوي)، و ١٢ (ثالث ثانوي) مختلط، وأنا دخلت ١١، اضطررت أن أكمل في المدرسة بسبب عدم توفر المال الكافي، والبنات يكشفن قليلا من مقدمة شعرهن، وأنا أخجل وأستحي من البنات كثيرا، وأستحي أن أنصح، خصوصا أن لدي تأتأة وتلعثم شديد، وسمعت أن البنات يضحكن علي عندما أغض بصري عن الشاشة التي في الصف عندما تكون فيها بنت أجنبية غير محجبة تشرح.

أنا الملتزم الوحيد في الصف، لا يوجد غيري ينصح، أتمنى تساعدني يا شيخ، هل أنصح أو لا؟ وكيف أنصح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:

فنحمد الله تعالى الذي من عليك بالاستقامة ورزقك خلق الحياء الذي هو من الإيمان، كما قال عليه الصلاة والسلام: (الحياء من الإيمان)، وقال: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

أيها الولد المبارك: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، والنصح لا يلزم أن يكون منطوقا بل بإمكانك أن تكتب ذلك بورقة وتسلمها لمن تريد أن تنصحه أو ترسلها له عبر شخص آخر، أو عبر رسالة نصية في هاتفه، أي عبر برنامج من برامج التواصل الاجتماعي.

لا تبال بسخرية أو ضحك من حولك بما تقوم به من الحياء، فلو كانوا يعرفون قيمة الحياء لما ضحكوا، فذلك لن يضرك شيئا وإثمه عليهم، فاجعل نفسك كأنك لا تعرف شيئا مما يقومون به.

لتكن قدوة في أفعالك وسوف يتأثر الجميع بسلوكياتك ولو بعد حين، وعليك أن تجتهد في التحصيل العلمي لتكون أنموذجا للجميع، وعليك أن تشحذ همتك كي تنهي الدراسة في هذه المدرسة لتنتقل إلى الجامعة، وكن صاحب همة عالية، وتخير أفضل التخصصات لتكون مرموقا بين الناس مع الإخلاص لله سبحانه.

في حال كتابة النصيحة عليك أن تتخير من العبارات ألينها امتثالا لقول الله سبحانه: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ۚ إن الشيطان ينزغ بينهم ۚإن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)؛ ولأن الرفق يؤثر في الناس أكثر من العنف، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه).

تحين الزمان والمكان المناسبين للنصح، فكلما كانت النفس مهيأة لذلك كان للنصح تأثير -بإذن الله تعالى-.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسله أن يثبت قلبك على الإيمان، وأكثر من هذا الدعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

ادع الله تعالى لزملائك أن يصلحهم ويهديهم، وكن محبا للخير لهم كما تحبه لنفسك.

واظب على تلاوة جزء من القرآن الكريم يوميا، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗألا بذكر الله تطمئن القلوب).

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي ذلك فوائد عظيمة، ومنها القوة الحسية والمعنوية للأبدان، قال هود لقومه: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلىٰ قوتكم)، ومنها تفريج الهموم وغفران الذنوب، قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

إن شاركت في الطابور الصباحي فلتكن لك نصائح عامة منتقاة ما بين الحين والآخر، ولا تجعلها كلها في كلمة واحدة.

عليك أن تشكل مجموعة من زملائك المقربين منك حتى تتشجع بهم ويشدوا عضدك، وبهذا تستطيع أن تضم أكثر الطلاب لتقوموا بالنصيحة ليس على مستوى الفصل بل على مستوى المدرسة -بإذن الله تعالى-.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات