كيف أقي نفسي من الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى؟

0 98

السؤال

السلام عليكم.

أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
أنا مريض اكتئاب وقلق سابقا، أود أن أعرف ماذا علي أن أفعل لكي لا أصاب مرة أخرى بما أصبت به، أو أتجنب أمورا، أو إذا أشعرت بشيء أتوقف عنه، وهل الضغط النفسي يسبب القلق؟

علما أنه في الحياة لا بد لنا أن نتعرض له لكي ننجح ونحقق طموحاتنا.

ثانيا: كيف لي أن أكسب مهارة التكيف مع بيئة جديدة أو أي شيء؟

ثالثا: كيف أكون متزنا في جميع أمور الحياة؟

علما أنني أصبت بالاكتئاب والقلق عندما غيرنا مدينتنا وذهبنا إلى قرية أخرى، أم لأن الله أراد أن يصيبني بالمرض، أم لأني صغير السن؟

علما أن هناك أناسا كثر تعرضوا لما تعرضت إليه، ولم يصابوا باضطرابات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلنبدأ بإجابة السؤال المهم الذي ذكرته في نهاية الاستشارة وهو لماذا يحصل معي أنا هذه الأشياء وأشخاص يمرون بنفس الظروف لا تحصل لهم؟

يا أخي الكريم الأمراض النفسية بصورة عامة هي ناتجة من عوامل ثلاثة.
أولها: القابلية عند الشخص، وهذه القابلية قد تكون نتيجة موروث ورثه أي في جيناته لحدوث المرض المعين.

ثانيا: شخصيته، شخصيته في مواجهة المشاكل، أو المرض أيضا قد تلعب دورا في حدوث الأعراض.

ثالثا: الأحداث الحياتية والظروف التي يمر بها، فواضح أنك عندك قابلية أو استعداد لحصول هذه الأشياء غير الآخرين، وطبعا كما ذكرت بدأت عندما انتقلت من المدينة التي عشت فيها إلى قرية أخرى، وهذه من الأشياء المعروفة أنها تسبب الاكتئاب، الانتقال من بلد إلى آخر وحتى أحيانا من منزل إلى آخر.

أما بخصوص إجابتك ماذا أفعل لكي أتجنب، نعم هناك أشياء من الصعوبة تجنبها لأنها ليس لك يد فيها، ولكن الأشياء التي لك يد فيها فحاول أن تتفاداها، ومنها التغيير في الحياة، تحتاج أن تعيش حياة نوعا ما مستقرة ولا تتنقل، لأن هذا طبيعتك -يا أخي الكريم- بقدر المستطاع أن تعيش في منطقة واحدة، أن يكون لك أصدقاء محددون وأن يكون لك روتين محدد، لا تحاول أن تجازف وتنتقل من مكان لآخر؛ لأن هذا قد يسبب لك رجوع المرض يا أخي الكريم.

التكيف أهم عنصر للتكيف هو الوقت، فدائما التكيف خاصية يمتلكها الإنسان بطبعه، ولكنه يحتاج للوقت لكي يحصل هذا التكيف ولا يستعجل، وكما ذكرت حاول بقدر المستطاع أن لا تغيير حياتك بصورة فجائية؛ لأنك من الناس الذين لا يتكيفون بسرعة، ولكن أي شخص في النهاية قد يتكيف -يا أخي الكريم- الاتزان طبعا واضح إذا أردت أن تكون متزنا فيجب أن تتصرف تصرفا معقولا، دائما عليك بأخذ الأمور أوسطها.

والشيء المهم -يا أخي الكريم- الالتزام الديني يساعد على التوازن واتخاذ القرارات الصحيحة، كل ما كنت محافظ على صلواتك، متفقه، تأخذ دائما الأمور من منحاها الشرعي، تأخذ السلوك الذي يتناسب مع دينك وعقيدتك فهذا يساعدك كثيرا في اتخاذ القرارات -يا أخي الكريم-.

الشيء الأخير قد تحتاج إلى أدوية أحيانا لمنع الانتكاسة، إذا كان الإنسان ينتكس بسرعة أو لعدة مرات فقد تحتاج للاستمرار في علاج الاكتئاب لفترة من الوقت منعا للانتكاسة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات