السؤال
السلام عليكم
أختي الصغيرة عمرها 21 سنة، طالبة جامعية، عندها حالة هلع شديدة، أعراضها: تخاف فجأة ولمدة دقيقة، وتصرخ وتحاول تخرج من المكان التي هي فيه، ونحاول تهدئتها، ولكن تشد ملابسها وتعض لسانها، أخذناها لدكتور عمل لها تحاليل، كل شيء طلع سليما، ما عدا نقص فيتامين B12، وأخذنا لها إبرا.
الحالة في تطور، وممكن تحدث الحالة 5 مرات في اليوم، وهي نائمة ومرات وهي قاعدة، نحاول نجعلها تمسك نفسها وتهدأ، ونحن خائفون لا ندري ما السبب لكل هذا؟ وما الحل؟
ذهبنا لطبيب نفسي قال ليس فيها شيء، وصرف لها دواء إلى أن يرجع من السفر، هل هذه عين أم حالة هلع؟ وما الحل؟ كيف نهدئها؟ حالتها الاجتماعية صعبة وعندها جامعة.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك – أخي الكريم – في ثقتك في إسلام ويب، ونشكر لك اهتمامك بأختك هذه التي نسأل الله تعالى لها العافية.
ربما يكون بالفعل لديها نوبات فزع قلقية حادة؛ لأنها تصاب بخوف مفاجئ، وهو الذي يجعلها تتصرف بهذه الطريقة، وبعض الناس من الذين لديهم قلق مرتبط بشخصياتهم أو هشاشة نفسية تكون تفاعلاتهم النفسية مبالغ فيها، وهذا ليس تصنعا، إنما هي طبيعة البشر في بعض الأحيان؛ لأن الإنسان أيضا حتى وإن كانت العلة علة طبية نفسية حقيقية وليست تحت تحكمه إلا أنه قد يبالغ في أعراضه، ليس تصنعا، إنما على مستوى العقل الباطني، وإبداء الأعراض بصورة متضخمة هو بحث نحو شد انتباه الآخرين واهتمامهم.
هذا أحد التفسيرات التي نشاهدها كثيرا في مثل هذه الحالات، خاصة لدى البنات.
فيا أخي الكريم: أرجو أن تطمئنوها، وفي ذات الوقت لا تتفاعلوا بصورة مبالغة مع ما يحدث لها، أي: لا يكون الاهتمام اهتماما مطلقا، أن توازنوا، وأن تكونوا ما بين العقلانية والحكمة والمساندة لها، وفي ذات الوقت عدم المبالغة في التفاعل مع ما يحدث لها، هذا مهم جدا، وحين تكون خارج هذه النوبات تحدثوا معها بلغة طيبة، وشجعوها، وأن هذا الأمر أمر بسيط جدا، ويجب ألا تهتم بها.
اصرفوا انتباهها من خلال: إعطائها بعض المهام في البيت، ساعدوها على أن تدير وقتها بصورة جيدة، دعوها تتحدث مع صديقاتها، دعوها تكون حريصة جدا على الصلوات الخمس، وأن تحرص على الأذكار، وعلى الدعاء، وأن يكون لها ورد قرآني يومي، أيضا مهم جدا أن تطبق بعض تمارين الاسترخاء (تمارين التنفس التدرجي) أن تأخذ شهيقا وزفيرا عميقا وبطيئا وهي في حالة استرخاء وتدبر، هذا سوف يساعدها كثيرا. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع لها وتحاول أن تجعلها تطبق الإرشادات الواردة في تلك الاستشارة.
دعوها أيضا أن تعبر عن ذاتها، هذا مهم جدا؛ لأن الاحتقان النفسي والصمت على ما يرضي يثير النفوس الإنسانية ويجعلها تكون في حالة قلق وخوف وتفاعلات هستيرية في بعض الأحيان.
أيضا الفاضل الكريم: العين حق ولا شك في ذلك، والإنسان الذي يحصن نفسه من خلال صلواته وأذكاره من وجهة نظري هذا يكفي تماما، يعني: أرجو ألا تشغلوها بموضوع العين؛ لأن ذلك إن حدث في حد ذاته سوف يشكل محورا مرضيا آخر.
في حالات نادرة جدا ربما يكون هنالك اضطراب في كهرباء الدماغ يؤدي إلى حالات مشابهة، ففي هذه الحالة يقوم الطبيب بإجراء تخطيط للمخ، إذا كانت هناك شكوك حول هذا الموضوع، أي أنه ربما يكون لديها زيادة بسيطة في كهرباء الدماغ يقوم الطبيب بتخطيط المخ، وإن أثبت ذلك تتخذ الإجراءات التحوطية ويعطى العلاج اللازم، وهذه الحالات يمكن أن تعالج.
ارجعوا إلى الطبيب، وأعتقد أنها سوف تستجيب بصورة ممتازة جدا لأحد مضادات القلق والمخاوف.
تعويض فيتامين (ب12) جيد ومهم، لكن لا أرى أن له علاقة بهذه الحالة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.