هل الرؤى والأحلام مرتبطة بالتفكير وحديث النفس؟

0 101

السؤال

السلام عليكم

هل التفكير بموضوع معين يكون سببا في الرؤيا؟ أعني لو كانت مرموزة بتاريخ وفاة أو طيران واختفاء هل تصبح بالتفكير حديث نفس؛ لأنها تحدث عندي بعد التفكير بالموضوع.

وماذا عن التحذير من المعصية ولزوم التوبة من أي نوع من الرؤيا، وما الذي يجب فعله وتركه تجاهه؟ وهل التحذير متحتم حدوثه؟ مثل تاريخ وفاة أو موت غفلة، أو سوء خاتمة، أو فساد الدين مع صلاح الدنيا، حتى مع الالتزام به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sun07 حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن التفكير في الشيء، وشغل الذهن به، أو حتى ذكره في النهار أو قبل النوم، أو التحدث به مع شخص ما مباشرة، أو عبر الهاتف، ثم يرى أثناء نومه ذلك، فإن هذا يكون من حديث النفس، وهذا من الضوابط المهمة لمعرفة التفريق بين الرؤية التي تعبر وحديث النفس التي ليس لها تعبير.

التحذير من المعصية أو الأمر بالتوبة في الرؤية، أو رؤية قيام القيامة أو الموت، كل ذلك فيه تحذير من التمادي، وأمر بالتوبة وهي من الرؤى التي للتعبير فيها مجال، وتختلف من شخص لآخر، فما يصلح في حق شخص قد لا يصلح للآخر، تماما كما فعل ابن سيرين رحمه الله، حين أتاه شخص فقال: رأيت أنني أؤذن، فقال له: تحج، وأتاه آخر فقال: رأيت أنني أؤذن، فقال له: تسرق، فقيل لابن سيرين: لم قلت للأول ستحج وللثاني ستسرق؟ قال: نظرت في وجه الأول فرأيت فيه علامة الصلاح فعبرته بالحج، أخذا من قول الله تعالى: (وأذن في الناس بالحج)، ونظرت في وجه الآخر فلم أر فيه الصلاح فعبرته بالسرقة أخذا من قوله تعالى: (ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون).

من رأى رؤيا يؤمر فيها بالتوبة فليتب، أو يؤمر فيها بالانتهاء عن معصية فلينته؛ لأن من الرؤى ما يطلق عليها بالرؤى الصالحة التي تعبر كما هي عليه.

لا بأس من عرض ما يراه الإنسان على معبر عرف أن له باعا في مجال التعبير، وهنالك رؤى تكون من الشيطان، كأن يحدد له تاريخ وفاته، أو سوء خاتمته، أو فساد دينه، وأن عليه أن يتوب -كما ذكرت- فموعد الموت وسوء الخاتمة وفساد الدين غيب لا يعلمه إلا الله، لكن الشيطان يريد أن يدخل البعض في دوامة الشك والوسوسة، بمثل هذه الرؤى فلا يلتفت لها، ولا تعبر لما فيها من التفزيع والترويع، ومن رأى مثل هذا فعليه إن صحى منها ليلا أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وينفث عن يساره ثلاثا، ولا يتحدث بها فإنها لا تضره، هكذا علمنا نبينا -عليه الصلاة والسلام-.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات