كيف أستعيد وزني وأتخلص من الأرق؟

0 95

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 سنة، جامعية، عاطلة، كنت أعاني من المس وجرثومة المعدة، ونزل وزني من 45 إلى 40 كلغ، فقمت بالرقية، والراقي أكد لي أن كل شيء على ما يرام.

أعاني من الأرق بسبب كثرة التفكير في أشياء تافهة ولا أنام، مثل كيفية استرجاع وزني؟ وكيف يمكنني النوم؟ علما أن عقلي يكون مشغولا حتى وأنا نائمة.

ذهبت لطبيب أعصاب، أعطاني مضاد اكتئاب ايسيتاب 5 ملغ وحبوب نوم (alparaz) نصف حبة، خفت أن أصبح مدمنة على الدواء، علما أني أعالج معدتي بالعسل وحبوب اللقاح ولسعات النحل، لا آكل شيئا غير الخضار فقط، فهل لسعات النحل والدواء ستؤثر على صحتي؟

أرجوكم انصحوني، فقد أرهقني التفكير في عدم استرجاع وزني وعافيتي، وأتعذب من وسواس العقيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السبب في فقدان الوزن هو تناول الخضروات دون غيرها من أنواع الطعام المختلفة، مما يؤدي إلى عدم كفاية السعرات الحرارية، ولذلك يستكمل الجسم حاجته من المخزون الدهني، فيؤدي ذلك إلى نقص الوزن، والوجبات الغذائية الصحية السليمة تحتوي على البروتين الحيواني ( لحوم أسماك دجاج ) وعلى البروتين النباتي ( فول عدس حمص بازلاء ) وعلى الدهون مثل الزبد وزيت الزيتون وعلى الخضروات والفواكه، مع شرب الماء، وإذا نقص أحد مكونات الغذاء الرئيسية فإنه يؤثر على الوزن لا محالة.

وجرثومة المعدة تحتاج إلى إعادة فحص بعد أربعة أسابيع من انتهاء العلاج، ومن المتوقع إعادة الإصابة أو عدم القضاء نهائيا على الجرثومة، وقد يحتاج الأمر إلى إعادة تناول العلاج الثلاثي مرة أخرى، ومسألة اضطراب النوم تحدث بسبب كثرة التفكير الزائد ووسوسة المرض، ولا مانع من تناول الدواء المضاد للاكتئاب والدواء المضاد للأرق؛ لأنها تعمل على ضبط مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، مما يحسن من الحالة المزاجية، على أن يتم الاستمرار في تناول الدواء لمدة 6 شهور على الأقل.

ومما يساعد في ضبط ساعات النوم، وبالتالي ضبط كل العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مما يحسن الحواس ويعطي الشعور بالراحة والحصول على المسكنات الطبيعية التي تفرز أثناء النوم، تناول قرص من حبوب ميلاتونين melatonin 5 mg قبل النوم، وهي حبوب ذات منشأ طبيعي، ومع ضبط ساعات النوم يستيقظ الإنسان وكله حيوية وطاقة متجددة.

أما وسوسة الشيطان مثل السب في الذات الإلهية فلن تؤاخذي عليها، ولا تثريب عليك -إن شاء الله-، وعليك بكثرة الاستغفار والذكر والدعاء بصوت مسموع، مع قراءة ورد يومي من القرآن، ويا حبذا لو اتجهت إلى حفظ شيء من القرآن حيث أن نية الحفظ تجعل المصحف في يدك أوقات كثيرة.

وفقك الله لما فيه الخير.
-------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد -
وتليها إجابة: د. عقيل المقطري -مستشار الشؤون الأسرية-.
-------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- ردا على استشارتك أقول:

- منشأ الوسواس بأنواعه المختلفة هو الشيطان الرجيم الذي هو ألد أعداء الإنسان، وقد أمرنا الله سبحانه بأن نتخذه عدوا، فقال: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ۚ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال: (إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا).

- ليس هنالك أحد مستثنى من تلك الوساوس، ولكن الشيطان الرجيم يبحث عن الضعفاء الذين يصغون له ويتفاعلون مع وساوسه، فمن تقبلها واسترسل معها وحاوره انقض عليه بتلك الوساوس وأدخله في دوامة، لها أول وليس لها آخر، ومن قمعه بالاستعاذة بالله من شر وساوسه وخواطره خنس عنه وأدبر.

- لقد جاءت هذه الوساوس لخيرة هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام وهم الصحابة الكرام، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به . قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان).

- علاج الوسواس سهل ويسير لمن استجاب للعلاج واتبع الخطوات والموجهات، وأما من بقي مستسلما للشيطان فلن يخرج من دوامة تلك الوساوس، فالوسوسة داء وقد أنزل الله تعالى لها دواء، والمطلوب هو ما يأتي:
- كلي بشكل طبيعي ولا تكتفي بالخضروات، لأن سبب نقصان وزنك هو اعتمادك عليها، وهذا أمر طبيعي جدا فليس نقصان الوزن ناتج عن مرض.

- اعلمي أن الشيطان ضعيف جدا، وأنه لا يقوى على مواهة بني آدم، ولذلك لجأ للحرب الخفية وهي الوسوسة وهذا من كيده، وكيده مهما كان فهو ضعيف، كما قال تعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال عليه الصلاة والسلام: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

- احتقري تلك الوساوس ولا تصغي لها واقطعيها فور ورودها ولا تسمحي لها بالاسترسال ولا تتحاوري معها واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ثم قومي من المكان الذي أتتك فيه واشغلي نفسك بأي عمل.

- أكثري من تلاوة القرآن الكريم وأكثري من ذكر الله تعالى، يقول سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).

- ابتعدي عن الوحدة؛ فإنها من أسباب توارد الوساوس وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

- توضئي قبل الذهاب إلى النوم وصلي الوتر وحبذا لو تشغلي القرآن الكريم بصوت منخفض بعد أن تأتي بأذكار النوم، فالقرآن الكريم يطرد الشيطان الرجيم.

- ابتعدي عن المنبهات قدر الاستطاعة، وكذا عن النوم نهارا، ولا تخلدي للنوم إلا وأنت مرهقة.

- حافظي على ورد يومي من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة واجعلي لسانك رطبا بذكر الله.

- وثقي صلتك بالله تعالى واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح وخاصة الصيام، فإن فيه تضييق لمجاري الشيطان.

- لا داعي للقلق وعليك أن تكثري من الدعاء المأثور: (اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي).

- أكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

اشتكى خالد بن الوليد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أروع في منامي (أي أفزع وأخاف) فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".

- تضرعي إلى الله سبحانه بالدعاء وأنت ساجدة وسليه أن يذهب عنه الهموم والغموم والقلق والوساوس وألحي على الله بالدعاء، ولن يرد الله يديك صفرا، فالله قد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، فقال: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق، وأن يسمعنا عنك خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات