خطيبتي أخفت عني أن لديها شفة أرنبية، فهل أتركها؟

0 60

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري ٣٠ سنة، تقدمت لخطبة فتاة ذات خلق ودين، وأهلها كذلك، لكن وبعد كتب الكتاب تبين لي بأنه يوجد لديها عيب خلقي، وهو مرض: الشفة الأرنبية، وهي لم تخبرني به، قالت لي بعد كتب الكتاب أنها كانت تود إخباري ولكنها لم تتجرأ على القول، مما أحدث لي حالة نفسية جدا سيئة، والتفكير في فسخ الخطوبة، مع العلم أن مرضها يؤثر على شكلها، مع احتمالية أن يورث عند الولادة، وهذا الشكل يجعلني أنفر، وأحدث نفسي بأنها ضحكت علي بكتمانها، وأضافت الفتاة قائلة: بأنها سوف تعمل عملية للتخلص من هذا المرض.

أرجو الإفادة أيضا فيما يترتب علي شرعا في حال الفسخ لهذا السبب، وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويكتب لك السعادة والاستقرار، ويوفقك للخير.

لا شك أن الذي حصل خطأ من الفتاة وأهلها، ولكننا ندعوك إلى التمهل في مسألة الفسخ، والحرص على مشاورة أطباء مختصين في شأن المرض وآثاره وأضراره عليك وعلى الأطفال، والطبيب الحاذق الأمين سوف يخبرك عن كل ذلك وفق أحدث الدراسات الخاصة بالأمراض وأعراضها وتطوراتها وأسرارها.

ونتمنى أن تزن الأمور بعد سماع وجهة نظر الأطباء، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى، وركز على إيجابيات الفتاة، والفرص البديلة، وعواقب الاستمرار، ونتائج وتوقعات ما سوف يحدثه قرار الانسحاب، واعلم أن القرار الصحيح هو الذي تسبقه دراسات ومشاورات واستخارة وتفكير، ونظرا للموضوع من كافة الجوانب مصطحبا رأي أهلك وأسرتك خاصة العقلاء منهم.

والفقهاء تكلموا عن العيوب التي تمنع تحقيق مقاصد الزواج الأصلية، ويؤخذ في الاعتبار العيوب التي لا يمكن السكوت عليها، وأعتقد أن العيب المذكور أمره متروك إليك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بأن الشرع يعطي الرجل حق الخروج من حياة زوجته بالطلاق، ويمنح المراة حق الخروج من حياة زوجها بالخلع إذا تعسر عليها نيل حقها، أو فشلا في إقامة حدود الله، ونؤكد أن الحياة الناجحة مودة ورحمة، وأن دستورها الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان.

فإذا رأيت أن تتسامح في الذى حصل رغبة في خير ووفاق تنتظره، فلك ذلك، وهذا ما أنصحك به، وإذا قررت أن تخرج من حياتها لأنك لا تطيق ما حصل ولا تقبل بها فالأمر لك، وما يترتب على إيقاف العلاقة وما يترتب عليه من الحقوق والواجبات المرجع فيه الجهات القضائية، وإن حصل تفاهم وتراض فالأمر إليكما.

نسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به ويلهمكما السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات