تعلقت بالوسواس وتركت حياتي وهواياتي!

0 55

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من وسواس المرض وخصوصا مرض السرطان، ويزداد خوفي عندما أرى سيرة المرض في كل مكان أصادفه الإنترنت والتليفزيون، وأحاديث الناس العادية، وزادت مخاوفي عندما قرأت عن قانون الجذب وتأكيد كل المتحدثين عنها أن الشخص يجذب ما يخافه، فأنا بين عذابين، فكرة المرض وخوفي منه، وخوفي من جذبه، وكذلك مصادفتي لسيرته في كل مكان، كأن العالم كله يتحدث عنه.

طعم الحياة أصبح مرا، بل علقما في نفسي، والدافع للحياة مات، أنا شاب ولكني أشعر بالعجز، وأصبح ذهني يختلق أشنع السيناريوهات للمستقبل، أصبحت عند التفكير في المستقبل أجده كئيبا.

نعم هناك أوقات تمر علي أحس بأني أكبر من كل تلك المخاوف، وبأن رحمة الله وسعت كل شيء، ولكن سرعان ما تشدني مخاوفي لبراثنها فأقع في المصيدة، وهكذا أصبحت حياتي.

كل يوم وكل لحظة أصادف الأحاديث عن الأمراض وكأنه لا يوجد شيء في العالم إلا الأمراض والسلبية، وحتى طقوسي التي كنت أحبها من قراءة ورسم نسيتها منذ زمن، وأصبح جل اهتماماتي كيف أبعد هذه الوساوس، أعلم أن الله رحيم بعباده لكني على حافة اليأس، فكل يوم هو عذاب لي، وحتى الحياة الطبيعية التي يعيشها الناس من حولي أصبحت حلما لي، أريد أن أفجر عقلي لأرتاح وأعيش طبيعيا دون خوف وبثقة تامة في الله، ولكن كيف؟!

أرجو توجيهكم ونصحكم، وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من فوبيا أو رهاب المرض والمخاوف الوسواسية – أخي الكريم – وطبعا هذا يفسره الخوف عند ذكر الأمراض عامة، وكما ذكرت مرض السرطان خاصة.

أخي الكريم: قانون الجذب هذا ما هو إلا نظرية، وفي الواقع ليس له حظ، ليس هناك شيء يحتم أن الشيء الذي يخافه الشخص سوف يحصل له أو ينجذب له، هذا كلام غير علمي وغير مؤسس أخي الكريم.

أنت تحتاج لعلاج للخروج من هذه الحالة، والعلاج إما أن يكون علاجا سلوكيا لتتعلم مهارات كيفية التعامل مع هذا الخوف، ومواجهته بالتدريج، حتى تتخلص منه.

وأيضا هناك أدوية قد تساعد في هذا الخوف الوسواسي، ومن هذه الأدوية أدوية تسمى بأدوية الـ SSRIS، مثل الـ (سبرالكس) عشرة مليجرام، نصف حبة – أي خمسة مليجرام - بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار في هذا الدواء حتى تتخلص من هذه المخاوف الوسواسية أو رهاب المرض.

وتحتاج في الأول أن تستمر في الدواء لمدة ستة أسابيع إلى شهرين حتى يظهر ويحدث مفعولا، وتزول الأعراض، وبعد زوال الأعراض يجب أن تستمر في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم سحبه بالتدرج، ولا تتوقف عنه فجأة، وذلك بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تماما.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات