السؤال
السلام عليكم
كنت أعاني من القولون العصبي، وكانت تشتد الأعراض وقت القلق والتوتر، ومنذ ثلاثة أشهر جاءني تعب شديد، وذهبت لدكتور متخصص وفحصني وطلب مني عدة تحاليل، وكانت النتيجة جيدة، وقال لي: إنني بصحة جيدة ولا يوجد أي تعب بك.
ذهبت لدكتور نفسي وشخص حالتي أنه لدي وساوس قهرية واكتئاب، مع أني أحب الضحك والمزاح، واجتماعي جدا، لكن تأتي علي أيام وأكون مزاجيا سيئا جدا، وأرغب في البكاء، وأبكي وأكون كارها للحياة، وأتمنى الموت، وبعد أن أخذت العلاج تحسنت، ولكن أوقفت العلاج، وبعد أسبوعين من وقف العلاج جاءتني الأعراض السابقة، وبدأت معي بشدة.
ذهبت إلى الطبيب وأعطاني نفس العلاج، وكنت خائفا أن العلاج أصبح غير فعال معي، وجاءتني مناعة منه، وأنا الآن آخذ العلاج ولا أشعر بتحسن جيد.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moomen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
القولون العصبي في معظم الناس يكون مرتبطا بقلق وتوتر، ونشاهده كثيرا لدى الشخصيات القلقة، والمسمى الصحيح له هو (القولون العصابي) وليس العصبي، العصابي يعني الذي يلعب القلق والتوتر دورا فيه.
أخي: أنت أحسنت بأنك ذهبت إلى الطبيب وقام الطبيب بتشخيص حالتك على أنها وساوس قهرية مع وجود عسر في المزاج، وأحسنت أيضا حين قمت بإجراء الفحوصات الطبية، والتي تثبت أنها سليمة، بفضل الله تعالى.
أنت لم تذكر اسم العلاج الدوائي الذي أعطاه لك الطبيب، لكن الذي أتصوره أنه قد أعطاك أحد محسنات المزاج، وبفضل الله تعالى معظم محسنات المزاج هي مضادة للقلق ومضادة للتوتر، وكذلك مضادة للوساوس، فإذا أقول لك: اصبر على الدواء، والبناء الكيميائي للدواء في بعض الأحيان يتطلب وقتا، وليس من الضروري أن يكون الدواء قد فقد فعاليته، فاصبر عليه، وإن لم يحصل تحسن حقيقي بعد أربعة أسابيع من الآن يجب أن تقابل الطبيب من أجل أن يعدل جرعة الدواء أو يغيره.
في ذات الوقت يجب أن تضع في اعتبارك أهمية العناصر العلاجية الأخرى، خاصة العنصر الإسلامي، فالصلاة في وقتها مهمة، التوكل، التدبر، الدعاء، تلاوة الورد القرآني اليومي، صلة الرحم، بر الوالدين.
كل هذه الأمور أمور علاجية نفسية عظيمة جدا، من الآخر: الالتزام بالدين وواجبات الدين علاج للنفس من أمراض نفسية، راحة النفس وطمأنينتها في الالتزام بالدين.
الجانب الآخر وهو العلاج الاجتماعي: يجب أن تهتم بذلك كثيرا – أخي مؤمن – ومن أفضل العلاج الاجتماعي هي أن تلبي الدعوات، وأن تقوم بواجباتك الاجتماعية التي فيها جانب ديني، إذا دعيت إلى عرس وفرح فقم بتلبية الدعوة، وإن كان هناك مريضا قم بزيارته، وإن كان هناك عزاء قم بواجب العزاء... ورفه عن نفسك – أخي الكريم – بما هو طيب ومباح، هذه كلها علاجات وعلاجات اجتماعية مهمة جدا.
العنصر العلاجي الآخر هو العلاج النفسي: وأهم جانب في العلاج النفسي هو أن تكون إيجابي التفكير، مهما تكالبت عليك السلبيات من الناحية الفكرية فيجب أن تحقر بما هو سلبي وتأتي بما هو إيجابي، ودائما الخير ينتصر على الشر – أخي الكريم – والحياة طيبة، والله تعالى كرم الإنسان، والله تعالى وهب لنا طاقات عظيمة، قد تكون هذه الطاقات مختبئة في بعض الأحيان، لكن إذا سخرناها واستفدنا منها نستطيع أن نتغير، وحين قال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم} فهمنا أن لنا إرادة على التغيير، وأن التغيير يبدأ من قبلنا حتى يتم التغيير من الله تعالى إلى أحسن حال، والإنسان بنفسه ضعيف، قوي بالله، وبنفسه فقير، غني بالله، ذليل، عزيز بالله.
أخي الكريم: الرياضة يجب أن تكون جزء من حياتك، لأن الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.
التنظيم الغذائي، النوم الليلي المبكر، هذه كلها علاجات، والفكر الوسواسي يجب أن تحقره، ولا تناقشه، ولا تحاوره، تجاهله.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية وبموقع الاستشارات، وبالله التوفيق والسداد.