السؤال
السلام عليكم
عندي معضلة ولا أعرف لها حلا، أنا فتاة سبق وراسلتكم وقد أفدتموني، جزاكم الله كل خير.
اليوم أيضا أريدكم أن تساعدوني وتريحوا بالي، عندي أم قاسية جدا، دائما تدعو علي بالشؤم والتعاسة، ودائما تدعو الله وتقول: يوما ما ستتزوجين شخصا يعذبك!
أنا والله لا أفعل لها شيئا، وكنت دائما أحاول تجنبها والجلوس معها، ولهذا السبب فهي تقول: إنني عانس، لأنها لم ترض عني يوما، والله استجاب دعاءها.
كنت أنزوي في الغرفة وأبكي لأن العرسان الذين تقدموا لي يذهبون بسرعة بدون سبب مقنع، وأغلبهم يتحجج بالسن، وآخرون يتحججون بالرومنسية.
أمي تحبني أسبوعا وتكرهني 3 أسابيع، مزاجها متقلب وتبحث عن أتفه الأسباب لتصرخ علي!
أنا خائفة جدا من أن يستجيب الله لها وأتزوج شخصا سيئا يعذبني، خاصة أن العرسان الذين تقدموا لي كانوا أبناء حلال.
هل فعلا يبعد الله عني أبناء الحلال بسببها؟ أنا والله أحب أمي لكنها لا تحبني.
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abrite حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يضع في طريقك ابن الحلال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.
إذا قمت بما عليك من البر والإحسان فلن يضرك ما يحصل من الوالدة، واعلمي أنك تؤجرين على برها، وأن الصبر عليها من برها.
البر طاعة لرب البرية، والتعامل فيه مع الذي يعلم السر وأخفى، وأنت أعرف الناس بوالدتك، فاجتهدي في فعل ما يرضيها، وتجنبي كل ما يثير توترها وغضبها، واختاري الأوقات الجيدة للجلوس معها، وقدمي بين يدي جلوسك معها صنوفا من البر والإحسان، ولا تحاولي معاملتها معاملة الند، بل احفظي لها حقها، وقدري سنها، ولا تقفي عند ألفاظها، ولكن ركزي على نيتها وقصدها، وتذكري أن الله سبحانه يقول في ختام آيات البر: (ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا)، قال العلماء: في الآية عزاء لمن قام بما عليه من البر وصدق ولم يجد القبول أو الرضا من الوالدين.
أما بالنسبة لمسألة الخطاب فأرجو أن لا تنزعجي، فسيأتيك ما قدره لك القدير سبحانه، في الوقت الذي يقدره سبحانه، ولا تحزني على من طرق الباب ثم أدبر، فلن يرتبط بك إلا من قدر الله له ذلك.
لا مانع من عرض ما ظهر لك من أسباب ذهابهم على موقعك إن كانت الأسباب ظاهرة، حتى نتناقش حولها، واشغلي نفسك بما خلقك الله له من العبادة والطاعة، وتواصلي مع من حولك من الصالحات، واحضري تجمعات الفاضلات، فإن فيهن من تبحث عن صالحة مثلك لأخيها أو لابنها أو لأي محرم من محارمها.
أما خوفك من أن تتزوجي من يعذبك فليس في مكانه، والمرأة هي التي تحدد مسير العلاقة، وهي الأقدر على التأقلم على الأوضاع، وعلى تطويع الرجل، فهي مصدر العاطفة والحنان، ودعاء الوالدة على الصفة المذكورة لا يضر، لأن فيه ظلما وعدوانا، وربنا هو العدل الكريم الرحيم.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وثقي بالله وأملي ما يسرك، ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك.