أريد التوبة ولا أقدر عليها، فبماذا تشيرون علي؟

0 90

السؤال

السلام عليكم

منذ عدة سنوات، وفي فترة المراهقة تعرفت على شاب أحببته كثيرا لحد ارتكاب الأخطاء، لم أكن راضية عن نفسي، وكنت ألوم نفسي وأعاتبها مرارا، لكن خوفي من فقدانه كان أكبر، فكنت أجد صعوبة في اتخاذ القرار لكي أتوب، وفعلا ما عدت راضخة له، حاولت تغيير نفسي وتقوية صلتي بربي، لكني حاليا أراني عدت لارتكاب أخطاء مشابهة، وأنا خائفة من ربي أن لا يعفو عني لأني أكرر الخطأ، وأستحي أن أدعوه بالثبات والهداية؛ لأني لا أستحق، فكيف أثبت على توبتي ولا أضعف أمام أحد وخاصة نفسي؟

أرجو منكم الدعاء لي بأن بالهداية والثبات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wia Am حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي فكرة السؤال التي تدل على نفس تحب الرجوع إلى الله، ونبشرك بأن ربنا غفار وتواب، وإن تصدقيه يصدقك، ونسأله سبحانه أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكن في طاعته الآمال.

أرجو أن تحولي حياءك من الله إلى حياء حقيقي يشتمل على حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وذكر الموت والبلى، ومن أرادت الآخرة زهدت في زخارف الدنيا، وخوفك يا ابنتنا في مكانه؛ لأن ربنا كريم رحيم، وهو سبحانه يستر على الإنسان ويستر عليه، ولكن إذا لبس العاصي للمعاصي لبوسها، وبارز الله بالعصيان؛ فإنه سبحانه يهتك ويخذل، فاستيقظي مما أنت فيه، وتوبي إلى ربك توبة نصوحا، واعلمي أن التوبة التي يكون فيها الإخلاص لله، والصدق مع الله، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العود للذنب، والإقلاع عن الذنب في الحال، ثم رد حقوق العباد إن كانت للناس حقوق، تجلب لصاحبتها ما هو أكبر من مجرد المغفرة، ويا لها من بشارة ومن فرصة عظيمة، قال سبحانه: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)، حيث تتحول السيئات القديمة إلى حسنات.

ونتمنى أن نتعرف أسباب التردي والرجوع والنكوص بعد التوبة، هل لوجود صديقات خاطئات، أم لأجل وسائل تواصل يساء استخدامها؟ أم لوجود بيئة تسهل ارتكاب المعاصي؟ وإجابة السؤال متروكة لك، ولكننا نذكرك بأن تفادي أسباب السقوط من أهم ما يمنع بعد توفيق الله من السقوط، والفتاة مطالبة بالابتعاد عن الفتن، والبعد عن كل ماله صلة بالفحش والشر، فالفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.

وننصحك بأن تتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يوصلك إلى اليأس من رحمة الرحيم، واعلمي أنك تستحقين كل خير، وأنك بحول الله موفقة، والدليل هو أن الله ساقك للتواصل مع موقعك، فاحرصي على تنفيذ ما نطلبه منك، واعلمي أنك في مقام بناتنا وأخواتنا، ولا نرضى أن تكوني ألعوبة في أيدي العابثين، واعلمي أن في الشباب ذئابا، وأنت غالية لأنك مؤمنة، وعلى من يريدك أن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويبذل صداقا يدل على صدقة، وهذا كله من تكريم الله للفتاة المسلمة، فلا تقدمي التنازلات، وراقبي رب الأرض والسموات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يسدد خطاك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات