السؤال
السلام عليكم..
أرجو توجيهي في أمر أرهقني وأتعبني جدا.
تعرفت إلى امرأة متزوجة، وهي على خلاف مع زوجها، حاولت أن أصلح بينهما، وأقدم لها كل الأعذار، تجاه زوجها، ولكنها تكرهه، وللأسف باتت تشعر بعاطفة نحوي، وأنا كذلك، وهي لا تعرف أن علاقتنا لم ولن تكون أكثر من محادثة عبر الهاتف، وأنا أعرف أن هذا خطأ، وهي وأنا تركتها وقلت لها أنا ما نفعله خطأ.
سؤالي: هو لو أنها تركت زوجها بسبب كرهها له، هل أكون سببا في ذلك؟ وهي لم تتركه لأجلي إنما بسبب الخلاف القديم، فهل أكون أفسدت حياتها؟
مع العلم أنها تكره زوجها قبل الحديث معي، واطلاع على موقعكم قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، من خبب ليس منا، وأنا أخاف أن أكون مخببا، وهذا الخوف أتعبني جدا، والله والتعب سببه الخوف من الله، أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
التخبيب هو أن يقوم الشخص بإفساد المرأة على زوجها حتى تتركه، وأنت لم تفعل شيئا من هذا بحسب استشارتك، بل إنك حاولت أن تصلح بينهما، ربما الخطأ الوحيد الذي ارتكبته التحاور معها واسمراره فترة؛ لأنه إن كانت هنالك حاجة فتقدر بقدرها، وإصلاح ذات البيت تتم بالحوار الفردي أولا، ثم الجمع بين الطرفين ومحاولة تقريب وجهات النظر ولم الشمل.
من الجيد أنك تداركت الأمر وأغلقت باب الحوار معها، ولا تسمح لها أن تتواصل معك مرة أخرى؛ لأنه لن يكون له معنى سوى أن تعلقها، وربما تعلقك بها يتعمق ولا تزال زوجة لذلك الرجل وهذا أمر محرم.
إن تركت زوجها، فذلك شأن يعنيها هي، فإن تطلقت منه وأكملت عدتها ورغبت في الزواج منها، وكانت تحمل الصفات المطلوبة وأهمها الدين والخلق، فهذا شأنك في ذلك الوقت، لكن لا يجوز لك أن تعينها بشيء في هذه المرحلة.
أوصيك بتوثيق صلتك بالله تعالى، وأن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال:
كثرة العمل الصالح فبالإيمان، والعمل الصالح يتولد في النفس حاجز يمنع من الوقوع في الآثام، وبهما تستجلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.