السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الثقلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتوجه لكم بجزيل الشكر على ما تبذلون من جهود عظيمة لمساعدة إخوانكم في الله في كل مكان، وبعد:
فأيها الأحبة والأساتذة الكرام! لا أدري من أين أبدأ فأنا في فوضي فكرية، أقصد في التفكير؛ لأن حياتي في فوضى عارمة، وأريد ترتيبها وتحسينها للأفضل، وهنا تأتي (ولكن)، لكن وما وراءها وما تحتها وما فيها من آلام سببها عدم تحقق الآمال، وهاهو العمر يمضي والأيام والليالي تكر وتفر، وكأني بل إنني في دوامة لا أكاد أفيق منها! وكلما مر الوقت ومضى الزمن أزداد حيرة وقلقا وخوفا من المجهول!
أنا في الرابعة والثلاثين من عمري، لا أملك من متاع الدنيا أو حطامها شيئا، لا المتاع المادي ولا المتاع المعنوي، لا مؤهلات ولا مال وإخوان ينفعون في نوائب الدهر، الكل من حولي عاجزون، والجميع بشؤونهم الخاصة مشغولون، وأنا بصراحة شديدة أعيش في بلد الطغيان والاستبداد، أغلق علينا كل منافذ الأمل، وصرت أشعر بخوف شديد من بقاء حالي على ما هو عليه.
لقد كنت وأنا في نعومة أظفاري أهتم بأمر المسلمين وقضايا الإسلام، وأفرح بكل خير يصيبه المسلمون في أي مكان وأحزن لمآسيهم، ولكن اليوم أصبحت لا يهمني إلا أمر نفسي، وأنا في أشد الحزن لهذا الحال الذي وصلت إليه، كنت أظن أنني سأنفع الإسلام والمسلمين، وإذا بي لا أنفع حتى نفسي، وأسأل نفسي هل أضيع وأنا بين قوم يوحدون الله ويتصلون بالله كل يوم خمس مرات؟! ويقفز في عقلي وقلبي سؤال معاكس: لماذا عجزت أنا عن تقديم شيء لديني وأمتي؟!
والسؤال الآن: هل العيب في أنا أم العيب في الظروف التي أعيشها؟ والسؤال الآخر: كيف أخرج مما أنا غارق فيه من الضياع؟ هل أستطيع ذلك وحدي أم أحتاج إلى مساعدة الآخرين؟ وأعتذر بشدة على هذه الرسالة المليئة بالإحباط، ولكن أيضا نفسي يغمرها الأمل وبين جوانحي لازال يسكن الحب لكل الناس، وأنا لا ألوم أحدا، ولكن أريد فعلا الخلاص والانطلاق لأكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.