السؤال
السلام عليكم .
معاناتي بدأت قبل دخول الشتاء بأسبوعين، صارت لي أعراض ذهب نصفها وبقي البعض إلى الآن، كنت إنسانا اجتماعيا ولكنني تغيرت عندما بدأت تلك الأعراض، فصرت انطوائيا لا أجلس مع أحد.
كان عندي موعد عند الدكتور لأنني كنت أعاني من التعرق منذ عدة سنوات، وجسمي ضعيف، وقال لي الدكتور: أن مشكلة التعرق قد تكون من الغدة، لكن الغدة سليمة -الحمد لله-، فقال: قد يكون من القلق، فلم أقتنع بكلامه طبعا، وعندما عدت للبيت فكرت كثيرا، وبحثت في الإنترنت عن مشكلتي، وفي اليوم الثاني بدأت معي الأعراض: عصبية، وسوء المزاج، العزلة، ولم أختلط بأي أحد حتى الآن، وضعف التركيز، حيث قل التركيز بنسبة 80٪ تقريبا، والعصبية تقريبا 50٪ اختفت، وعندي رجفة بالرجل حتى الآن، والتعرق زاد عن قبل في اليدين والرجلين وأصبح غزيرا حتى في الليل.
كنت أبكي وأحس بكتمة، ورجفة في الأرجل مرتين تقريبا، وأحس بعض الأحيان بصعوبة في نطق بعض الكلمات ولعثمة، ولم أشعر بذلك من قبل، بل كنت طليق اللسان.
كان معي صداع بعد بداية الأعراض بأسبوعين، استمر لعدة أسابيع ثم اختفى، واختفى معه ضعف التركيز، ونومي صار متقطعا، وأحس بتعب بعد 12 ساعة وأرغب في النوم، ويأتيني عند النوم شد في القدم، وصرت أراقب أدائي في الكلام وفي تصرفاتي، ودائم التفكير في مشكلتي، فأرجو منكم الحل.
أرغب في استخدام سبرالكس بما أن له شعبية ودواء جيد وسليم، وأود استشارتكم في ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن شاء الله تعالى حالة عارضة ومؤقتة، في مثل سنك قد يحصل شيء من القلق الاكتئابي ويمكن تجاوزه، و-الحمد لله تعالى- أنت بالفعل تجاوزت الكثير من الأعراض.
- القلق كثيرا ما يكون مصحوبا بعسر المزاج، وتكون هنالك أعراض جسدية أو ما نسميه بالجسدنة.
- علاجك في المقام الأول ليس دوائيا، علاجك يجب أن يكون نفسيا وسلوكيا واجتماعيا وإسلاميا.
- أولا: احرص على ممارسة الرياضة بانتظام، ففيها خير كثير لك، تحسن عندك الدافعية والتركيز.
- نم مبكرا، هذا يساعد خلايا الدماغ لتثبيت العناصر الإيجابية، ويؤدي إلى ترميم كامل في الدماغ، وكذلك الجسد، مما يحسن من تركيزك ومعنوياتك.
- احرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، تعطيك إن شاء الله تعالى دفعا معنويا عظيما جدا.
- وزع وقتك بصورة إيجابية، حسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، وحسن إدارة الحياة ينتج عنها الشعور بالإنجاز والنجاح.
- كن بارا بوالديك، بر الوالدين ذخر عظيم للإنسان.
- اجعل لنفسك مشروعا مستقبليا وإنجازا أكاديميا كبيرا، وكن دائما حسن التوقعات.
- اجعل صداقاتك مع الصالحين من الشباب؛ لأن الإنسان يحتاج كثيرا لمن يأخذ بيده.
- عليك بالقراءة والاطلاع، وأن ترفه عن نفسك بما هو جميل وطيب.
هذا هو المطلوب، وأريدك أن تكون إيجابيا في مشاعرك وأفكارك وأفعالك، وأؤكد لك أن الحالة هي حالة عارضة -إن شاء الله تعالى-، وسوف تزول عنك تدريجيا.
بما أنك تريد تناول السبرالكس، فلا بأس في ذلك، نحن نعتبره علاجا داعما، لكن تناوله بجرعة صغيرة، ولمدة قصيرة، البداية تكون خمسة مليجرام، وإن بدأت بعشرة مليجرام فلا إشكال في ذلك، استمر على العشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا -أي نصف حبة- لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
التطبيقات الإرشادية السلوكية والنفسية والاجتماعية السابقة أهم من الدواء بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.