معصية مظلمة تحيط بي كسوار المعصم.. فكيف أتخلص منها؟

0 83

السؤال

السلام عليكم.
ماذا أفعل قل لي يا سيدي؟
أنا أب لطفلة، عمري 30 عاما، وأحب أسرتي حبا جما، وناجح في حياتي بمقاييسها كافة -ولله الحمد والشكر- غير أن معصية مظلمة تحيط بي إحاطة السوار بالمعصم ولا أرى لها مخرجا أو فكاكا، تقض مضجعي وتغرق عيوني بدموعي، وهي العادة والنظر إلى المقاطع المحرمة، وكثيرا ما جاهدت نفسي عن الهوى من غير فائدة، وأنا كل رمضان أبتعد عنهما ابتعادا تاما، ثم لا ينقضي حتى أراني أنساق انسياقا عجيبا إليهما، أريد أن أتخلص من هذه المعصية، حتى لو كانت حلالا، فقد أرهقت فكري وشتتت ذهني، سيدي لا ترجعني إلى سؤال سابق، فأرشدني أرشدك الله إلى الحق والصراط المستقيم، فما الحل العملي؟ أخشى أن الله تعالى يمهلني ويتركني حتى يأتي يوم أعاقب فيه عقابا شديدا وأنا لا أقوى أصلا على عقاب الله، فقد بدأ فكري ينحل، وأصبحت خائفا قلقا دائما، أشعر بأن شيئا يسيرني كأني آلة تتحرك بلا دافع. هل لي من مخرج أبدي من هذه الورطة العظيمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طالب العون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحياك الله وحفظك – أخي العزيز – وأسأل الله تعالى أن يوفقنا ويثبتنا على العفة والفضيلة والخير والدين ويهدينا صراطه المستقيم, ولا شك أن حرصك على السؤال والاستشارة وطلب الحل والعلاج وكراهية ما أنت عليه من سوء وإثم يشكل بداية بل منتصف الطريق إلى الحل بإذن الله تعالى.

ويرتكز العلاج لكل المعاصي والآثام على أصل المبادرة إلى التوبة الصادقة والنصوح, وذلك بكراهية المنكر والندم على ما فات والعزم على الإقلاع وعدم العودة إليه والاستغفار منه (توبوا إلى الله توبة نصوحا).

كما ينطلق العلاج على واجب تعميق الإيمان بالله تعالى وتعظيمه ومحبته والخوف منه ورجائه, وذلك بطلب العلم النافع والعمل الصالح والذكر، ولزوم الصحبة الطيبة، وقراءة كتب السيرة والمواعظ (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال, فقال: إني أخاف الله).

الحذر من إطلاق النظر إلى المحرمات: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)
"كل الحوادث مبدؤها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر".

الاستعانة بالصوم, فإنه يكسر جماح الشهوة (يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري.

ضرورة اهتمام زوجتك بجمالها وزينتها، وإعانتك على تحصيل العفة وتحصين الفرج, ولا مانع عند اللزوم من الزواج بأخرى وتحقيق العدل عند توفر القدرة المالية والنفسية والأخلاقية بتحقيق العدل في النفقة والمبيت.

الابتعاد عن كل ما يثير الشهوة كأماكن الاختلاط، والتبرج، والإثارة والإغراءات والصور، والكلمات والصحف والمجلات، والأفلام والأغاني والمسلسلات. (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).

شغل الوقت والفراغ والنفس فيما ينفعها في دينها ودنياها كالعبادات والقراءة، وكالاشتراك في ناد رياضي وفي الأعمال البدنية والمهنية.

اللجوء إلى الله تعالى بسؤاله الثبات والستر, ومن أحسن المأثور قولك: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) و(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).

البعد عن العزلة والوحدة، والاجتهاد بالعمل الخير والتطوعي والإغاثي.

استمرارك في هذه الآثام – غفر الله لك وهداك وعافاك – مما يؤثر على دينك وأخلاقك وصحتك البدنية والنفسية ويضعف الثقة بالنفس ويترك فيك عقدة الشعور بالإثم وبالذنب ويهز شخصيتك ويفقك توازنك.

مراجعة طبيب نفسي سلوكي عن اللزوم والضرورة.

هذا وأسأل الله لك العفو والعفة والعافية والثبات والتوبة والستر والصبر وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات