السؤال
السلام عليكم.
أنا تلميذة في الثانوي، وعمري 16 سنة، كنت من المتميزين دراسيا -بفضل الله- كما أنني كنت كثيرة القيام والصيام -بفضل من الله- وذلك بعد أن أعانني الله على القراءة حول الصحابة -رضوان الله عليهم وأئمة الدين- لكن منذ سنة تقريبا تركت ذلك، وهذا لأنني انشغلت بما ينشغل به المراهقون في مثل سني، فأذنب أحيانا وأتوب، لكنني أعود للذنب مرة أخرى، ولست أحس بالراحة النفسية مثل السابق، فكثيرا ما أحس بالفراغ في داخلي، كما أنني تراجعت في دراستي وأحس بأنني خيبت ظن عائلتي! فهم ينتظرون مني النجاح، لكنني أعيش في متاهة، فلا أعلم لم أنا هنا، ولم خلقنا الله، كما أنني حاولت التحدث مع الآخرين عن هذا ولم يفهمني أحد، ويوما بعد يوما تزداد حالتي سوءا، فأنا أحس بالتعب طوال الوقت ولا أعلم ما أفعل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أقول لك أهلا وسهلا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
ينبغي أن يدرك كل مسلم ومسلمة أنه في هذه الدنيا لغاية سامية وعظيمة، وفيها سعادته في الدنيا ونجاته عند الآخرة، هذه الغاية عبادة الله وحده سبحانه قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" [سورة: الذاريات، آية: ٥٦]، ومعنى الآية: إني ما خلقت الجن والإنس إلا ليقروا لي بالعبودية ويحققونها في حياتهم، وأنت قد عرفت الله وكنت كثيرة الصيام والقيام، ومع ما حصل عندك من تساؤل لماذا أنا هنا؟ ليس لأنك تجهلين ذلك، ولكن كأنك تقرئين أو تجلسين مع من لديهم شك في الله أو في التقرب إليه، فاحذري من تلك القراءة التي تحرف الإنسان عن عقيدته الصحيحة، واحذري من رفقاء السوء الذين يصدونك عن طاعة الله، واحرصي على حضور مجالس العلم أو دخول المواقع العلمية النافعة، حتى تزدادي بصيرة في دينك وتعودي لما كنت عليه من الطاعة.
ومن جانب آخر نحن في هذا الموقع نستمع لك، قولي لنا ما تريدين قوله، وأنت ما زلت في سن مبكرة، وتحتاجين إلى أن تسألي أكثر عن أمور دينك، وفي موقعنا سنجيب على ما تسألين.
التفوق الدراسي مطلب ملح في حياتك احرصي عليه وعودي إلى ما كنت عليه من التفوق، وأكثري من الدعاء والاستغفار، ومن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تجلسي إلا مع من يعينك على طاعة الله وعلى التفوق والنجاح في دراستك.
كان الله في عونك.