رغم بذلي للأسباب فاتني وقت الصلاة!

0 65

السؤال

السلام عليكم..

قرأت الأذكار والأدعية وآية الكرسي والمعوذات من شر الشياطين قبل أن أخلد للنوم، وفعلت كل ما يلزم، وقمت بتوقيت المنبه، وطلبت من والدي أن يوقظني لصلاة الفجر، ولكن لم يوقظني، وفاتتني صلاة الفجر، فقضيتها صباحا وقت الشروق، والآن أنا خائف من أن يكون وقت الأذكار قد فاتني أيضا، وأن ما حصل لي من فعل الشيطان.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن ييسر لك المحافظة على الصلاة في وقتها، وأن يجعلك من الذاكرين لله كثيرا والذاكرات.

والجواب على ما ذكرت:
حرصك على أخذ الأسباب للاستيقاظ لصلاة الفجر، علامة على صلاحك، ولكن عليك أيضا أن تدرك بعض الأمور التي تعينك على الاستيقاظ، من الالتزام بالنوم باكرا، وأن لا تجهد نفسك كثيرا في النهار، وتنام على طهارة، وتعزم بنية صادقة على الاستيقاظ، وتقرأ أذكار النوم وتكثر من الاستغفار حتى تنام، وعليك أن تستخدم منبه للإيقاظ، وابتعد عن الذنوب والمعاصي وتب منها لأنها تكون حائلا عن الطاعات، واجتهد أن تتناول قليلا من العشاء، وتتعاون مع في البيت على الاستيقاظ، وغير ذلك.

وأما ما تشكو منه من أن الشيطان يوقعك عليك ضررا بسبب النوم، الجواب عن هذا أن نومك وتأخرك عن الصلاة مع الأخذ بالأسباب لصلاة الفجر في وقتها خارج عن إرادتك وليس عليك فيه إثم، ثم أنت في المساء قد قرأت الأذكار، وعند النوم قرأتها كذلك، فبهذا سيكون لك حافظا من الشيطان ومن شره، فلا داعي للقلق أو الخوف من ذلك.

وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إني محتاج وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ " قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله. قال: " أما إنه قد كذبك، وسيعود ". فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيعود. فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دعني؛ فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود. فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك ؟ " قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته، فخليت سبيله. قال: " أما إنه قد كذبك، وسيعود ". فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هو ؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية ؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما فعل أسيرك البارحة ؟ ". قلت : يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. قال: " ما هي ؟ " قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما إنه قد صدقك وهو كذوب. تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ " قال : لا. قال : " ذاك شيطان ".رواه البخاري.

ثم اعلم أن وقت أذكار الصباح لم يفت بعد بل مازال ممكنا، فتقرأها قبل صلاة الفجر أو بعدها أو حتى عند الشروق، فإذا قرأتها فإن الله سيحفظك من شر الشيطان وشركه.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات