أسباب عنف الفتاة بضرب إخوتها وشتم والديها وكيفية علاجها

0 365

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي قريبة عمرها (17) سنة، لا تحترم صغيرا ولا توقر كبيرا، حتى أبويها تشتمهما، وتسب إخوانها، أبوها يعمل ليل نهار ليوفر لها ولإخوانها حياة كريمة، وفي المقابل إن خرج للعمل تبدأ بضرب الصغار وشتم الكبار، مع العلم أنها أحيانا تستيقظ ليلا وتتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة.

أريد أن تنصحوني ماذا أفعل معها؟ حاولنا معها أحيانا بالتذكير ولا جدوى، وأحيانا بالضرب كذلك لا جدوى، وأخيرا توصلت باجتهادي إلى أنه يمكن يكون بها مس، فأرجو مساعدتكم واقتراحكم لعلاج هذه المشكلة الخطيرة في أسرع وقت ممكن، وبارك الله فيكم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خميس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ولا يصرف سيئها إلا هو.

لا شك يا ولدي أن علاج هذه الفتاة قد يحتاج لبعض الوقت، ومن الضروري أن نجتهد في معرفة الأسباب؛ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، ولست أدري هل هذه الحالة قديمة مستمرة، أم طارئة في هذه المرحلة التي يتوقع أن يكون فيها بعض التوترات والتغيرات على الفتيات والفتيان.

ومما يسهل الوصول إلى الحل المناسب معرفة ظروف نشأة الفتاة وتربيتها بين أخواتها، والطريقة التي يعاملها بها والداها، ثم ما هي طبيعة علاقتها بصديقاتها وجاراتها؟ وهل هذا العنف وسوء الأدب في داخل البيت وخارجه، أم هي حالة مع أهل البيت فقط؟

وهذه بعض الأسباب المتوقعة في مثل هذه الحالات:

1- شعور هذه الفتاة بأنها مواطنة من الدرجة الثانية، وأن إخوانها يفضلون عليها، فهي تنتقم منهم بالضرب ومن والديها بالإساءة والشتم.

2- تدخل أهل المنزل في أمورها، وعدم إعطائها فرصة لإثبات شخصيتها.

3- منعها من تحقيق رغباتها، والإساءة لصديقاتها.

4- دخول زميلاتها في قفص الزوجية، ورفض الأهل لمن تقدم لخطبتها.

5- عصبية الوالدين أو أحدهما.

6- تعرض هذه الفتاة لأزمات في حياتها ومسيرتها التعليمية.

7- وجود مشاكل بين الوالدين.

8- كثرة دخول الأهل لهذا المنزل، مما يفقد أهل البيت خصوصيتهم.

9- وجود أمراض عضوية تحتاج معها إلى مراجعة الطبيب.

10- المعالجات الخاطئة للحالة في بدايتها.

11- استخدام الضرب والشتم والعنف يولد العنف.

ولابد من تغيير أسلوب التعامل مع هذه الفتاة، مع ضرورة الدعاء لها، وخاصة من قبل والديها، ولا مانع من قراءة الرقية عليها، والأفضل أن تقرأها بنفسها أو عن طريق أحد محارمها، مع ضرورة أن تلتزم بطاعة الله ليكون المحل قابلا للعلاج، فإن الشيطان هو الذي يدفع الإنسان للغضب والتصرفات الهوجاء، والشيطان (( ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ))[النحل:99].

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات