هل يمكن الشفاء من حالة الضيق مع الوقت دون استخدام الدواء؟

0 72

السؤال

السلام عليكم

دكتورنا الفاضل محمد عبد العليم، أنا صاحية الاستشارة 2401776، أشكرك الشكر الجزيل، وأسأل الله أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك، وأود أن أستفسر من شخصك الكريم عن دواء زولفت الذي وصفته لي:

١- ما هي الجرعة المناسبة لحالتي، وكم أستمر عليها؟

٢- قرأت أن وجود الدوام في الجسم يحسن من المزاج والاكتئاب، فهل ترك الدواء بعد انتهاء فترة العلاج يجعل الجسم يعوض ما اعتاد عليه من الدواء؟ وهل ترك الدواء يعني عودة المرض من جديد؟

٣- أنا أرغب بالحمل بعد فترة، فهل أستطيع أخذ الدواء بفترة الحمل؟

٤- قرأت أن أقل مدة لأخذ الدواء هي ٣ شهور، نبدأ بنصف حبة لأسبوعين، ثم نزيدهم لمدة ثلاثة شهور ثم نعود لنصف حبة لمدة أسبوعين، فهل أستطيع خفض مدة الثلاثة شهور إلى شهر مثلا إن تحسنت وزال البأس، وأوقف الدواء تدريجيا، أم يجب أخذ ثلاثة شهور على الأقل؟

٥- أنا مقتنعة باستشارتكم الكريمة، وأود أن آخذ الدواء، ولكني أخاف بعد انتهاء العلاج أن أدمن عليه، فمتى يلجأ الإنسان لأخذ الدواء في حالات الضيق وتعكر المزاج، وكيف يعلم أنه أمر عارض ويزول، أم أنه أمر يلزمه دواء؟

٦- هل الشخص الذي يشعر بضيق مستمر واكتئاب يشفى مع الوقت إن لم يأخذ دواء، أم أن الأمر يسوء؟

شكرا لكم، وفرج الله همكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rahoofa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: الأسس الجوهرية في العلاج النفسي هو أن عناصر العلاج أربعة (العلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الدوائي)، هذه يحتاجها الإنسان بنسب متفاوتة، هنالك من يحتاج للدواء بجرعات كبيرة ولفترة أطول، وهنالك من يحتاج للدعم الاجتماعي فقط، هنالك من يحتاج إلى تغيير فكري من خلال آليات نفسية معينة تسمى بالعلاج النفسي السلوكي، وهكذا، أما العلاج الإسلامي فجميع الناس يحتاجون له في جميع الأحوال.

حالتك حالة بسيطة، وأرى أن أقل مدة لتناول الدواء هي ثلاثة أشهر، وقد ذكرت أنت أيضا في سؤالك الرابع، فابدئي بنصف حبة من الزولفت لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام أخرى، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بالنسبة لسؤالك الثاني: نعم وجود الدواء يحسن المزاج ويساعد، لأن النظرية الكيميائية للاكتئاب النفسي نظرية مثبتة ولا أحد يستطيع أن يجادل فيها أبدا، الثوابت العلمية فيها لا شك فيها أبدا، لكن لا نستطيع أن نقول أن الدواء هو العنصر الوحيد الذي سوف يبتر جميع الأعراض، وإذا كان المرض مرضا بيولوجيا قطعيا فإن الإنسان إذا ترك الدواء سوف يعود له المرض، لكن إذا كان المرض ليس بيولوجيا بصفة تامة وكان الإنسان مجتهدا من الناحية السلوكية والاجتماعية والإسلامية فقطعا لن يعود له المرض.

بالنسبة للحمل: أنا أفضل ألا تتناول المرأة الحامل أي دواء في فترة الحمل، إلا إذا كان هنالك اضطرار وضرورة له، وعلى العموم: الزولفت من الأدوية السليمة في فترة تخليق الاجنة -أي فترة 118 يوما الأولى للحمل- لكن البروزاك يعتبر أفضل منه وأسلم منه، فأنا أرجع لمقولتي الأولى وهي: أنه من الأفضل ألا تتناول المرأة الحامل دواء في فترة تكوين الأجنة الأولى التي تحدثنا عنها.

سؤالك الرابع: أظننا قد أجبنا عليه، وبالفعل أقل مدة هي ثلاثة أشهر للعلاج، لأن فعالية الدواء أصلا لا تبدأ قبل أسبوعين إلى ثلاثة، وجرعة الدواء تقسم إلى جرعة تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، ثم جرعة التوقف التدرجي عن الدواء.

هذه المنهجية العلمية إذا اتبعها الإنسان يستفيد كثيرا من الدواء، ومن أكبر أسباب الهفوات والانتكاسات المرضية هي أن بعض الناس لا يلتزمون بالمنهج العلمي الصحيح في تناول الدواء من حيث مدته وجرعته وطريقة تناوله.

بالنسبة لسؤالك الخامس: نعم الإنسان يتردد ويخاف، لكن إذا كان الطبيب طبيبا موثوقا فيه واقتنعت بما قاله لك وكان هنالك شعورا بأن الطبيب أمين ويتحرى الدقة وما لا يقبله لنفسه لا يقبله للآخرين، أعتقد في هذه الحالة يجب أن يتم أخذ الدواء؛ لأنه بالفعل مكمل للدورة العلاجية أو للبوتقة العلاجية المتكاملة.

بالنسبة لسؤالك السادس: نعم بعض الناس قد يقوون من دفاعاتهم النفسية، تجد لديهم الجلد ولديهم الحرص ولديهم الإصرار، ويستعينون بأشياء كثيرة، بالصلاة الخاشعة، بتلاوة القرآن، بالأذكار، بالتواصل الاجتماعي، بالتفاؤل، وأن يكون الإنسان حسن التوقع، وأن يسعى الإنسان أن يؤدي واجباته مهما كانت مشاعره، هؤلاء قطعا يستطيعون التغلب على الاكتئاب والأعراض المماثلة دون تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات